في انتظار غودو
هل تعلم والإنفوغرافيك >>>> كاريكاتير
كان بيكيت من أشد المُعجبين بتشارلي تشابلن، حتى أنه -وفي الواقع- يُعتَقَد بأن المسرحية بأكملها مُستوحاة من فيلم تشابلن "المتشرد The Tramp"، ومشهد توقف المتشرد بجانب الشجرة تحديدًا؛ لكن المشاعر التي ينغمس فيها شابلن غائبة تمامًا عن (في انتظار غودو)، وعن كامل أعمال بيكيت بالمجمل.
تطرح المسرحية الكثير من التساؤلات، لكنها لا تُجيب على أي منها. وكما يوحي العنوان، إنها مسرحية عن الانتظار: رجلان (فلاديمير، وإستراغون) ينتظران رجلًا ثالثًا، لا يظهر أبدًا، وللقضاء على الملل من حالة الانتظار اللامنتهية هذه ومناورة للوقت يتحدثون ويتناقشون ويلعبون، تدرك الشخصيتان شقاءهما وبؤسهما ويأخذان الخلاص (الانتحار) بالحسبان، لكنهما يقرران الانتظار مرة أُخرى.
فلاديمير وإستراغون هما زوجان من البشر اللذان لا يعرفان سببًا لوجودهما على هذه الأرض؛ إنهما مدركان بأن هنالك جوهرًا يكمن وراء وجودهما، لذلك يتطلعان إلى غودو شعلةً لتنويرهما.
هذا الأمل الذي يعيشان من أجله، يمنحهما صفة نبيلة ترقى بهما من مكانة الوجود اللامُجدي.
في الواقع إن المسرحية بحد ذاتها هي عبارة عن محاولات تقوم بها كلتا الشخصيتان لتمضية الوقت لا أكثر، لذلك تبدو حياتهما متوقفة حتى إشعار آخر (ظهور غودو). الغموض الذي يكتنف الوقت والحيرة مما ستكون عليه التجرِبة الجديدة، وبالمقابل التكرار، كل هذه المعطيات تغذي جو العبثية الذي يخيم على المسرحية.
والشيء الللافت في المسرحية هو محاولتها الإضاءة على الجانب العبثي على أنه أسلوب حياة عالمي؛ وتصوير الحياة على أنها سلسلة من المحاولات العبثية لتمضية الوقت لا أكثر.
المصادر:
هنا
هنا;