ضجيج الجماهير؛ هل يجعل دماغك أكثر هدوءاً؟
الطب >>>> مقالات طبية
وعلى الرغم من ندرة المرض؛ سُجِّلت عدة حالات منه تميَّزت باضطرابات في السلوك والشخصية وزيادة في نسبة الانتحار والاكتئاب وفقدان ذاكرة قصيرة المدى، وبقي المرض غير مفهومٍ تماماً بسبب ندرته، حتى إن الدلائل الحالية ليست كافية لجعله مرضاً مثبتاً، بل بقي في عداد الحالات المتفرقة.
من ناحية أخرى؛ فقد صدرت دراسةٌ مؤخراً من جامعة نورث ويسترن (Northwestern University) تُفيد بأن الرياضيين من لاعبي الهوكي أو كرة القدم وغيرهم من لاعبي رياضات الاحتكاك يتمتَّعون بأدمغةٍ صحيةٍ أكثر من غيرهم (وذلك بغياب إصابات الرأس).
إذ يستطيع الرياضيون سماعَ صراخ زميلهم في الفريق وأوامر مدربهم في أثناء اللعب، وذلك على الرغم من ضجيج الملاعب والجماهير، كيف يحدث ذلك؟ من خلال تخفيف الضوضاء الكهربائية الخلفية في أدمغتهم من أجل معالجة الأصوات الخارجية على نحو أفضل.
يُشبِّه العلماءُ هذه الظاهرة بالاستماع إلى الأغاني على الراديو؛ إذ يترافق سماع الأغاني مع أصوات التشويش الإذاعي، فيعمد المستمع إلى تعزيز صوت الأغاني أو تخفيف أصوات التشويش ليستمع جيداً، وهذا ما وجده العلماء عند الرياضيين؛ إذ تُقلل أدمغتهم الضوضاء في الخلفية ليُنصت إلى نداءات فريقه، فتراه يستجيب لأوامر مدربه وعناصر فريقه جيداً.
الأمر الذي يجعلنا نستنتج أن لديهم نظاماً عصبياً أكثر هدوءاً وصحةً من غير الرياضيين، وهو ما قد يساعدهم أيضاً على التعامل مع الأذيات والمشكلات الصحية التي قد تصيبهم.
شارك في الدراسة 1000 شخص من الرياضيين وغير الرياضيين، واستمع المشاركون إلى مقاطع صوتية عن طريق سماعات الأذن، وسجَّل الباحثون نشاطَ أدمغتهم من خلال أقطاب موصولة إلى فروة الرأس، ومن ثمّ قارن العلماء نسبة الضوضاء الخلفية إلى استجابة المشاركين للأصوات، وذلك بملاحظة حجم الاستجابة للصوت الذي اختلف بين الرياضيين وغير الرياضيين؛ فأظهرت النتائج أنّ الرياضيين لديهم استجابة أكبر للكلام بسبب قدرتهم على تخفيف الضوضاء
يقول الباحثون إن الموسيقيين والذين يتكلمون أكثر من لغة لديهم قدرة معزّزة على سماع إشارات الصوت الواردة، لكن يعتمد دماغهم آلية مختلفة في حجب الضوضاء، وهذه الآلية هي تعزيز الأصوات الموسيقية أو المقاطع الصوتية المرغوب سماعها وتقويتها، وليس تخفيف ضوضاء الخلفية كما هو الحال مع الرياضيين.
تفيد هذه الدراسة بأنّ الرياضة قد تساعد الأشخاص الذين يعانون مشكلات في المعالجة السمعية، فهي تفيد في حجب الضوضاء الدماغية المفرطة التي توجد غالباً عند الأطفال في المناطق ذات الدخل المنخفض 3 أو عند الأفراد الذين يعانون اضطرابات لغوية.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا