الذاكرة الجنينية
الطب >>>> معلومة سريعة
كان يُعتقَد طيلة سنوات أنَّ تطوُّرَ الذاكرة الوظيفيّة لدى الأطفال والقدرة على تخزين المعلومات تبدأان بعد الولادة؛ لكنْ لاحظ الباحثون في دراساتٍ متعدّدة أنّ الأجنَّة في الرحم في الواقع تمتلك ذاكرةً وأنّ هذه الذاكرة يمكن أن تمتدَّ إلى مرحلة ما بعد الولادة. (٢)
فقد تُوصِّل إلى تلك النتيجة من خلال عددٍ من التجارب التي أُجرِيَت على أجنَّةٍ طبيعيّةٍ باستعمال منبِّهاتٍ صوتيّةٍ اهتزازيّة؛ إذ ظهر التعوُّد لدى المولودين الذين تعرضوا لهذه المنبّهات في خلال الحياة الرّحميّة -وذلك عند استخدام نفس المنبّهات الصّوتيّة الاهتزازيّة بعد الولادة- على نحوٍ أسرع من المولودين حديثاً الذين لم يتعرضوا لها داخل الرّحم.
ومن الجدير بالذكر أنّ التعوّد (Habituation) هو انخفاض الاستجابة عند تكرار المنبّه ذاته أو استعماله لفترةٍ طويلةٍ، ويُعدُّ ذلك نوعاً من التّعلّم وإشارةً لسلامة الجهاز العصبيّ المركزيّ.
ومنه نستنتج أنّ الجنين قادرٌ على التّعلُّم؛ إذ وُجِدَ أنه يملك ذاكرةً قصيرة الأمد مدّتها (10) دقائق على الأقل، وذاكرةً طويلةَ الأمد مدّتها (24) ساعةً على الأقل. (٤) وكذلك وُجِدَ في دراسةٍ أخرى أنَّ بعض الأجنّة البالغة من العُمر (34) أسبوعاً حملياً قادرة على تخزين المعلومات واستعادتها بعد (4) أسابيعِ. (٥)
ولذلك أهميّة.. إذ يُعرَف بأنّ الأحداث التي يتعرّض لها الجنين في الرّحم لها دورٌ في التّأثير على التّخلُّق الجينيّ (epigenetics)؛ إذ تتميّز المراحل الجنينيّة الباكرة بليونة الدماغ ممّا يجعله أكثر تأثّراً عند التّعرُّض لعوامل مختلفة، لذا فإنّه من الممكن أن يظهر لهذه الذاكرة الجنينيّة والقدرة على التّعلُّم العديد من الوظائف المختلفة؛ لكن وإلى الآن تبيّن احتمالية ارتباطها بالتعرُّف والتعلُّق بالأم، وتحفيز الإرضاع الطبيعي، واكتساب اللُّغة وفَهمها. (٣) (١)
المصادر:
1.هنا
2.هنا
3.هنا
4.هنا
5.هنا