العنصرية؛ قضية لا تقل خطورةً عن جائحة
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
على سبيل المثال، قد تحدث وصمة عار مجتمعية عندما يربط السكان مرضًا معينًا -مثل فيروس كورونا- ببلد أو جنسية ما، حتى عندما لا يكون كلُّ شخص من تلك الجنسية أو تلك البلد مصابًا بذاك المرض. وأكثر من يتعرض لوصمة العار المجتمعية حاليًّا هم الأشخاص ذوي الأصول الآسيوية، والأشخاص الذين سافروا في آخر ثلاثة أشهر، والمستجيبون للطوارئ أو مقدمو الرعاية الصحية (1).
من وجهة نظر علم النفس، يبدأ البشر بالشعور بعدم الأمان.. الهلع والقلق عندما تتغير البيئة المحيطة، خاصةً عندما يكون سبب الجائحة غيرَ واضح فعليًّا فتبدأ الشائعات بالظهور.
وقد صرحت المسؤولة عن الأمراض المُعدية العالمية في منظمة الصحة العالمية هازارد برياند (Hazard Briand): "يترافق الخوف دومًا مع الوصمة المجتمعية، وعندما يخاف الناس يميلون إلى وصم بعض الجماعات، وما نحاول فعله هو الحدُّ من هذا الخوف" (3).
إنَّ كلًّا من التمييز والتحيز ووصمة العار يجعل الأشخاص المصابين فعلًا يمتنعون عن طلب المساعدة عندما يحتاجونها، إذ يتعرضون لتجنب مجتمعي ورفض، أو أذى جسدي.
ولكن؛ يمكننا محاربة وصمة العار وعدم إيذاء الآخرين عن طريق تقديم الدعم المجتمعي لهم من خلال:
- الحفاظ على خصوصية وسرية أيِّ شخص يتلقى علاجًا.
- رفع الوعي تجاه مخاطر فيروس كورونا دون زيادة الخوف المجتمعي.
- مشاركة المعلومات الصحيحة عن كيفية انتقال الفيروس.
- الوقوف ضد التصرفات السلبية، خصوصًا التصريحات السلبية على مواقع التواصل الاجتماعي.
- الحذر بشأن الصور التي نشاركها؛ بحيث نتأكد من أنها لا تعزز الصورَ النمطية (2).
لا أحد يستطيع اختيار ما إذا كان سيُصيبه هذا الفيروس أم لا، أو أن يضطر إلى المرور بالمواقف الصعبة والمريرة التي يمرّ بها!
ما علينا فعله هو الوقوف بجانبهم ريثما تمر هذه الجائحة، فعند انقضائها لن يبقى سوى كيفية تصرفنا إزاءها بوصفنا بشرًا، وتذكر دومًا أنَّ العنصرية هي الفيروس الحقيقي المخيف..
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا