ذوبان جليد غرينلاند
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> علم البيئة
سجل الفيلم الوثائقي مطاردة الجليد "Chasing Ice" حدوث ذوبان سريع للأنهار الجليدية في غرينلاند وتراجعاً في حدود الجليد من سنة إلى أخرى لكونه ينساب ليصب في مياه البحر (يمكنك مشاهدته مترجماً على اليوتيوب).
قدر علماء الغلاف الجوي في جامعة واشنطن أن نصف الاحترار (ارتفاع الحرارة) الأخير في غرينلاند قد يعود للتقلبات المناخية التي تنشأ في المحيط الهادي ولا ترتبط بالاحترار الشامل الذي يصيب الكرة الأرضية. وعليه فإن النصف الآخر عائد لظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن معدلات ثاني أكسيد الكربون المتصاعدة.
شهدت غرينلاند وأجزاء كندا المجاورة لها بعضاً من معدلات الاحترار الأكثر تطرفاً منذ العام 1979 وبمعدل قدره درجة مئوية واحدة في العقد (10 سنوات) والذي يعادل أضعاف المتوسط العالمي. يتوجب علينا أن ندرك السبب وارء عدم تجانس ظاهرة الاحتباس في السنوات الـ 30 الماضية وذلك ممكن إذا استطعنا تفسير الملامح الإقليمية للظاهرة.
استخدمت الدراسة المشاهدات والنماذج الحاسوبية المتقدمة لإظهار أن الجانب الغربي الدافئ من المحيط الهادي (قرب المدارات الاستوائية) سبب تغيرات في الغلاف الجوي فوق شمال المحيط الأطلسي أدت بدورها إلى رفع حرارة غرينلاند نصف درجة لكل عقد مضى منذ 1979م. إذاً فالتغيرات الحاصلة فوق الجزء الاستوائي من المحيط الهادي هو ما ندعوه بالمسبب الطبيعي للاحترار والذي وصل إلى غرينلاند بفعل دوران الأرض وغلافها الجوي. بالتالي فإن التغيرات الطبيعية جنباً إلى جنب مع الاحتباس الحراري المسبب بنشاطات البشر يخلق عاصفةً متكاملة تسبب ازدياد حرارة الأرض.
لم يستطع الباحثون التنبؤ إلى أي مدى يمكن أن تسوء الحال على صعيد ارتفاع حرارة المناطق الاستوائية. لكن ولكون النصف الآخر من المشكلة يمكن التنبؤ به -لأنه من صنعنا- فإن الأوان قد حان للتحكم بغازات الدفيئة التي نطلقها.
الجليد ولا شك يتراجع بشكل مرعب ويمثل الدليل الملموس على تراكم غاز ثاني أكسيد الكربون لا بل إنه الأكثر حساسية لتراكم الغازات. صحيح أن التغيرات الطبيعية يمكن أن تسرع أو تبطئ من معدل ذوبان الأنهار الجليدية في غرينلاند في العقود القليلة المقبلة لكن الرسالة الواضحة هي أن الإنسان هو العنصر المرجح المسبب للذوبان على المدى الطويل.
المصدر:
هنا
الفيلم:
هنا