إنّ الخوف من الاعتداء الجنسي -الاغتصاب أحد أنواعه- جزء من حياة كل امرأة وكل عائلة، والقواعد الاجتماعية التي تضطر الفتيات بالالتزام بها تُقيّد حريتهم في التنقل الآمن والحياة على نحو طبيعي، فعباراتٌ من قبيل "لا تمشي بمفردك في الليل" و"لا تتحدثي إلى الغرباء" و"لا ترتدي ملابس استفزازية" تُعدّ قواعد استثنائية للفتيات فقط مما يخلق انعداماً للتوازن داخل المنظومة الاجتماعية، عدا عن كونها قائمة على صور نمطية خاطئة تعمل على لوم الضحية (1)، وبعد حوادث الاعتداء الجنسي الأخيرة التي حصلت مثل حادثة الفتاة القاصر ذات 13 عاماً وحادثة الفتاة التي اغتصبها شقيقها ومن ثم قتلها وحوادث مؤسفة عديدة أخرى (5,6)؛ تزايدت التساؤلات عن العوامل التي أدّت إلى هذه الاعتداءات وإلى حدوثها المتكرر.
هناك العديد من التعريفات للاغتصاب سواء من الناحية القانونية أو داخل الأعراف الشعبية للمجتمع، ويُعرَّف الاغتصاب قضائياً بأنّه الجماع الجنسي أو أيّ شكل من أشكال الاختراق الجنسي، والتي يبَدأها الجاني دون موافقة الضحية؛ مهما كان جنسها أو سنّها؛ إذ إنه لا يُمارس ضد النساء فقط (2)، وعموماً فإنَّ العنف الجنسي كان مجالاً مهملاً للبحث العلمي، فالبيانات المتاحة قليلةٌ ومجزأة، وبيانات الشرطة غالباً ما تكون غير مكتملة ومحدودة، لأن كثيراً من النساء لا يبلغن الشرطة عن العنف الجنسي إمّا لأنهنّ يشعرن بالخجل أو يخشين اللوم أو عدم التصديق أو سوء المعاملة، وأما الدراسات عن اغتصاب الرجال والفتيان فهي مهملة على نحو أكبر أيضاُ (3).
يُعدُّ الاغتصاب أحد أخطر أشكال الاعتداء والعنف الجنسي التي يمكن أن تحدث في ظروف وبيئات مختلفة، وتشمل أشكال الاعتداء والعنف الجنسي على سبيل المثال:
الاغتصاب داخل العلاقة الزوجية أو في أثناء المواعدة
الاغتصاب العائلي
اغتصاب الغرباء
الاغتصاب المنهجي في أثناء النزاع المسلح أو في السجون
التحرش الجنسي متضمّناً طلب الجنس مقابل خدمة قُدّمت للضحية
الاعتداء الجنسي على أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة
الاعتداء الجنسي على الأطفال
الزواج القسري
زواج القاصرات
إنكار الحق في استخدام وسائل منع الحمل أو أي وسائل حماية من الأمراض المنقولة بالجنس
الإجهاض القسري (3)
تُعدُّ العوامل التي تدفع بالرجال لارتكاب هذه الجرائم أسباباً مباشرةً وأكثر جديةً وخطورةً من تلك التي تتعلق بالضحايا، وتنقسم إلى أربعة أقسام. 1- العوامل الفردية
تعاطي المخدرات والكحول
التخيلات الجنسية القسرية ومعتقدات تدعم العنف الجنسي
ميولٌ معاديةٌ للمجتمع
العداء تجاه المرأة
مُعتدى عليه جنسياً عندما كان طفلاً
شهد العنف الأسري خلال فترة الطفولة
2- عوامل العلاقات الشخصية
علاقاتٍ وثيقةٍ مع أشخاص عدوانيين وذوي جنح سابقة
تحتوي البيئة الأسرية على عنف جسدي أو غير داعمة عاطفياً
علاقة أو بيئة عائلية ذكورية
عندما يعدُّ شرف العائلة أكثر أهميةً من صحة وسلامة الضحية
3- عوامل المحيط
الفقر وقلة فرص العمل
عدم وجود دعم من الشرطة والنظام القضائي
التسامح العام للاعتداء الجنسي داخل المجتمع
ضعف العقوبات المجتمعية ضد مرتكبي العنف الجنسي
4- العوامل المجتمعية
المعايير المجتمعية الداعمة للعنف الجنسي
المعايير الداعمة لتفوق الذكور والاستحقاق الجنسي
ضعف القوانين والسياسات المتعلقة بالعنف الجنسي
ضعف القوانين والسياسات المتعلقة بالمساواة بين الجنسين
ارتفاع مستويات الجريمة وأشكال العنف الأخرى (3)
وبعض الإجراءات التي تمنع العنف الجنسي: - وضع أعراف اجتماعية تحمي من العنف - تطوير المهارات لمنع العنف الجنسي - إتاحة الفرصة لتمكين الفتيات والنساء ودعمهن - إنشاء بيئات واقية وآمنة - دعم الضحايا أو الناجين لتقليل الضرر الحاصل (4).
المصادر:
1- Easteal PW. What is Rape [Internet]. ResearchGate. Australian Journal of Forensic Sciences; 2011. Available from: هنا;
2- Malizia N. A Social Problem: Individual and Group Rape [Internet]. ResearchGate. Advances in Applied Sociology; 2017. Available from: هنا
3- Sexual violence [Internet]. World Health Organization; Available from: هنا
4- Preventing Sexual Violence [Internet]. Centers for Disease Control and Prevention; 2020. Available from: هنا