لقد حظي مفهوم "القيادة" باهتمام العلماء على اختلاف تخصصاتهم، فاهتم بها علماء النفس وأجري العديد من البحوث والدراسات عنها، ووُجد العديد من التعاريف لها.
وفقا لكيث ديفيس Keith Davis، تعرف القيادة بأنها: "القدرة على إقناع الآخرين بالسعي إلى تحقيق أهداف محددة بحماس".
وتعرف أيضاً بأنها "عملية التأثير في سلوك الآخرين لتحقيق أهداف معينة بفاعلية وكفاءة وهي قدرة المدير على حث الآخرين للعمل بثقة ونشاط" (1).

من أهم خصائص القيادة أنها(1):
1- عملية مشتركة بين الشخصيات، إذ يعتمد المدير بالتأثير في العمال، وتوجيههم نحو تحقيق الأهداف.
2- توجه الصفات الموجودة لدى الأشخاص إلى استخدامها الصحيح، مثل الذكاء والنضج.
3- عملية جماعية، تعتمد على شخصين أو أكثر والتفاعل بعضها مع بعض.
4- يشارك أحد القادة في تشكيل سلوك المجموعة نحو تحقيق الأهداف التنظيمية.
5- حالة نسبية، أي إنه لا يوجد أسلوب أفضل للقيادة. كل هذا يتوقف على موقف القائد في معالجة الحالات.
 
يشير مفهوم (أنماط القيادة) إلى مجموعة سلوكيات مميزة للقائد عند توجيهه وتحفيزه لمجموعة من الناس، ولتصنيف هذه السلوكيات بدأت مجموعة من الباحثين في عام 1939 بقيادة عالم النفس كورت لوين Kurt lewin بتحديد أنماط مختلفة من القيادة، وكانت هذه الدراسة المبكرة مؤثرة جداً للعديد من الدراسات اللاحقة؛ إذ إنها اعتمدت على ثلاثة أنماط رئيسية للقيادة، التي وفرت نقطة انطلاق لنظريات القيادة الأكثر تفصيلاً.

أجريت دراسة لوين على أطفال المدارس،  فقسموا إلى ثلاث مجموعات يترأسها زعيم استبدادي وآخر ديموقراطي والأخير غير عادل، ثم طُبِّقت القيادة على الأطفال في مشروع للفنون والحرف اليدوية، وبدأ يلاحظ الباحثون سلوك الأطفال استجابة لأساليب القيادة المختلفة. فوجدوا أن القيادة الديمقراطية تميل إلى أن تكون الأكثر فعالية في إلهام المتابعين لأداء جيد (2).

توصلت بعدها الدراسات إلى تحديد أنماط القيادة الآتية التي سنذكرها مع مميزاتها وعيوبها(2,3): 

1- القيادة الاستبدادية (Authoritarian Leadership Autocratic):
هذا النمط من القيادة يركز بقوة على كلٍّ من قيادة القائد والسيطرة على أتباع له. في هذا النمط هناك انقسام واضح بين القائد والأعضاء. فيتخذ القادة الاستبداديون القرارات بأسلوب مستقل، مع مساهمة ضئيلة أو معدومة من بقية الجماعة. ووجد الباحثون أن عملية صنع القرار كانت أقل إبداعاً في ظل القيادة الاستبدادية، وخلص لوين إلى أنه من الصعب الانتقال من النمط الاستبدادي إلى النمط الديمقراطي والعكس.

ميزاتها:
1- تخفيض الوقت الذي تقضيه الجماعة في اتخاذ القرارات الحاسمة.
2- التأكيد بوضوح على التسلسل القيادي في المجموعات.
3- الحد من الأخطاء في تنفيذ الخطط.
4- إن استخدام أسلوب القيادة الاستبدادية يخلق نتائج متسقة.

عيوبها:
1- أسلوب القيادة الاستبدادية يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى نفور أفراد الجماعة.
2- يقتل إبداع الموظفين والابتكار.
3- يقلل من التآزر الجماعي والتعاون.
4- يزيد من معدل دوران الموظفين.

2- القيادة المشاركة الديمقراطية (participative democratic leadership):
وجدت دراسة لوين أن القيادة المشاركة المعروفة أيضاً باسم القيادة الديمقراطية، هي عادةً أسلوب القيادة الأكثر فعالية. يقدم القادة الديمقراطيون التوجيه لأعضاء المجموعة، لكنهم يشاركون أيضاً في المجموعة ويسمحون بمدخلات من أعضاء المجموعة الآخرين. وفي دراسة لوين، كان الأطفال في هذه المجموعة أقل إنتاجية من أعضاء المجموعة الاستبدادية، ولكن مساهماتهم كانت ذات جودة أعلى.

ميزاتها:
1- تزيد من تحفيز الموظفين والرضا الوظيفي.
2- تشجع على استخدام إبداع الموظف.
3- إن أسلوب القيادة المشاركة يساعد على إنشاء فريق قوي.
4- يمكن تحقيق مستوى عال من الإنتاجية.

عيوبها:
1- تصبح عمليات صنع القرار تستغرق وقتاً طويلاً.
2- قد يحدث فشل في التواصل بين الموظفين في بعض الأحيان.
3- يمكن أن تنشأ مشكلات أمنية بسبب الشفافية في تبادل المعلومات.
4- يمكن اتخاذ قرارات سيئة إذا كان الموظفون غير مهرة.

3- القيادة التفويضية "لايس فير" (Delegative Leadership Laissez-Fair):
وجد لوين أن الأطفال تحت القيادة التفويضية والمعروفة أيضاً باسم القيادة في مجال عدم التدخل، هم الأقل إنتاجية بين المجموعات الثلاث، وإن الأطفال في هذه المجموعة اعتمدوا أكثر على القائد، ولم يظهروا سوى القليل من التعاون، ولم يتمكنوا من العمل بأسلوب مستقل.
في هذا الأسلوب من القيادة يعتمد المديرون تفويض المهام والمسؤوليات الى أعضاء الفريق وإعطائهم الصلاحيات كاملة بتنفيذ القرارات واتخاذها والتصرف مع باقي أفراد المجموعة.

ميزاتها:
1- يمكن للموظفين ذوي الخبرة مشاركة كفاءتهم وخبرتهم.
2- تعطى مجال للابتكار والإبداع من باقي الموظفين.
3- إن القيادة التفويضية تخلق بيئة عمل إيجابية.

عيوبها:
1- لا يقدم القادة المفوضون سوى القليل من التوجيه لأعضاء المجموعة أو لا يقدمون أي توجيه.
2- غالباً ما تؤدي إلى أدوار ومهام غير محددة لجميع الموظفين.
3- قد تؤدي الخلافات بين الأعضاء إلى انقسام مجموعة وتقسيمها.
4- القيادة التفويضية تخلق صعوبة في التكيف مع التغيير.

من المهم أن نجد أسلوب القيادة الأنسب لنا، ونستخدمه في المكان الصحيح لنحقق الآثار الجيدة، ولكن ما يجب أن نعرفه أن القيادة تعتمد ايضاً على أسلوبنا بوصفنا أفراداً بشخصياتنا، وأن لكل شخص أسلوبه المميز والمختلف. 

المصادر:
1- Juneja P. Leadership Basics [Internet]. managementstudyguide.com. 2020 [cited 29 June 2020]. Available from: 
هنا
2-  Cherry K. Leadership Styles and Frameworks You Should Know [Internet]. Verywell Mind. 2020 [cited 29 June 2020]. Available from: 
هنا
3-  Leadership styles: Understanding and developing leadership styles [Internet]. IMD business school. 2020 [cited 29 June 2020]. Available from: 
هنا