اضطراب الشخصية التمثيلي أو يعرف أيضاً باضطراب الشخصية الدرامية هو اضطرابٌ نفسيٌ يتميز بنمطٍ من الانفعال المبالغ فيه والسلوكيات التي تهدف إلى جذب الانتباه. (1) إذ يريد الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب أن يكونوا دائماً مركز الاهتمام في أية مجموعة، وقد ينخرطون في سلوك مغرٍ جنسياً أو سلوكٍ استفزازيٍ للفت الانتباه إليهم ولذلك قد يوصفون بأنهم سطحيون. (2)

ويواجه هؤلاء الأشخاص أيضاً صعوبةً في الوصول إلى الحميمية في العلاقات العاطفية أو الجنسية ودون أن يدركوا ذلك قد يؤدون دور الضحية في علاقاتهم مع الآخرين وقد يسعون إلى السيطرة على شريكهم من خلال التلاعب العاطفي أو الإغواء. ويعانون أيضاً ضعفاً في علاقاتهم مع الأصدقاء من الجنس نفسه بسبب سلوكهم الجنسي الاستفزازي ومطالبتهم بالاهتمام المستمر. (2)

 الأعراض:
يبدأ هذا الاضطراب منذ البلوغ المبكر ويظهر في العديد من السياقات، إذ يستدل عليه بخمسة (أو أكثر) مما يأتي:
1.  يشعرون بعدم ارتياحٍ في المواقف التي لا يكونون فيها محور الاهتمام.
2.  غالباً ما تتسم علاقتهم مع الآخرين بسلوك جنسيٍ إغوائي بأسلوبٍ غير مناسب أو بسلوك مثير.
3.  يظهرون تحولاً سريعاً وتعبيراً سطحياً عن العواطف.
4.  يستخدمون باستمرار المظهر الجسدي للفت الانتباه.
5.  لديهم أسلوبٌ مفرطٌ في الكلام بالتعبيرية ويفتقر إلى التفاصيل.
6.  يبدون حركات تمثيلية ومسرحية وتعبيراً مبالغاً فيه عن العواطف.
7.  لديهم قابلية للإيحاء، أي إنهم يتأثرون بسهولة بالآخرين أو الظروف.
8.  يعدُّون علاقاتهم أكثر حميمية مما هي عليه في الواقع. (2)

الأسباب:
لا يعرف الباحثون حتى اليوم أسباب اضطراب الشخصية التمثيلي، ومع ذلك، هناك العديد من النظريات عن الأسباب المحتملة. ويتفق أغلب المختصين على الأنموذج البيولوجي النفسي الاجتماعي أي إن الأسباب ترجح إلى أن تكون بسبب عوامل بيولوجية وجينية، وعوامل نفسية (كشخصية الفرد، وطبعه، وهي التي تبلورت من بيئته ومهارات التكييف التي تعلمها للتعامل مع الضغوط)، وعوامل اجتماعية (مثل كيفية تفاعل الشخص في نموه المبكر مع عائلته وأصدقائه والأطفال الآخرين)(2). 
هذا يعني أنه لا يوجد عاملٌ واحدٌ فقط يسبب هذا الاضطراب لكن السبب يعود إلى الطبيعة المعقدة والمتشابكة المحتملة لجميع العوامل الثلاثة معاً وهي التي تعد مهمة. لذا إذا كان الشخص مصاباً باضطراب الشخصية التمثيلي فالأبحاث تشير إلى أن هناك احتمالاً أكبر في أن ينتقل هذا الاضطراب إلى أطفاله(2).
ويحدث هذا الاضطراب عند النساء بنحو أكبر منه عند الرجال، إلا أن بعض الخبراء يرجعون ذلك إلى أنه غالباً يكون تشخيصه بنحو أكبر عند النساء لأن الجرأة الجنسية والرغبة في جذب الاهتمام أقل قبولاً اجتماعياً للنساء من الرجال. وعادة ما يكون الأشخاص الذين يعانون هذا الاضطراب قادرين على العمل في مستوى عالٍ، ويمكنهم أداء عمل جيد في البيئات الاجتماعية والمهنية. وقد يبحثون عن علاجٍ للاكتئاب عندما تنتهي علاقاتهم الرومانسية. وغالباً ما يفشلون في رؤية وضعهم على نحو واقعي. وبدلاً من تحمل المسؤولية عن الإخفاق أو خيبات الأمل، يلقي المصابون بهذا الاضطراب اللوم على الآخرين. وتشير الإحصاءات إلى أن معدل انتشار اضطراب الشخصية التمثيلي هو 1.8 في المائة(3).

العلاج:
 العلاج النفسي هو العلاج المعتمد لهذا الاضطراب مثل العلاج النفسي الداعم والذي يهدف إلى التقليل من الاضطراب العاطفي وتحسين احترام الذات وتعزيز مهارات التأقلم وذلك من خلال الاستماع التعاطفي والفعال.

وقد أثبت أن العلاج النفسي الديناميكي ناجح أيضاً، إذ يهدف إلى حل النزاعات الكامنة واللاواعية في محاولة للمرضى لفهم أنفسهم وسلوكياتهم بأسلوب أفضل. خصوصاً عند اضطراب الشخصية التمثيلي، إذ يكون تشجيع المرضى على أن يستبدلوا بالكلام الدرامي المفرط فعلاً أو سلوكاً أكثر تكيفاً، لتعزيز التواصل الأفضل مع الآخرين. ويتعلم المرضى أن يدركوا أن السلوكيات الجنسية المفرطة من أجل جذب الانتباه هي سلوكيات لا تكيفية، ويتعلمون أن يكتشفوا طرائق جديدة وصحية لتطوير احترام الذات.

ولا يُعد العلاج الجماعي والعلاج العائلي عادةً طريقة محبذة؛ لأن الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية التمثيلي يرغبون في أن يكونوا مركز الاهتمام، الأمر الذي قد يشتت الانتباه عن الأهداف العلاجية في المجموعة. إضافة إلى ذلك، قد يُظهر الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب عواطف ضحلة تبدو غير صادقة لأفراد المجموعة أو أفراد الأسرة المشاركين في العلاج. وأيضاً قد يظهرون سلوكاً جنسياً بأسلوب غير لائق مع المعالج، لذلك من المهم جداً وضع حدود صارمة مع المرضى(1). 

المصادر:
1. French J, Shrestha S. Histrionic Personality Disorder [Internet]. Ncbi.nlm.nih.gov. 2020 [cited 5 July 2020]. Available from: 
هنا
2.  John M. Grohol P. Histrionic Personality Disorder: Symptoms & Treatments [Internet]. Psych Central. 2020 [cited 5 July 2020]. Available from: 
هنا
3. Histrionic Personality Disorder | Psychology Today [Internet]. Psychology Today. 2020 [cited 5 July 2020]. Available from: 
هنا