كوكاكولا على طريق إعادة التدوير عالم دون نفايات
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> علم البيئة
لا بد من أن جزءًا كبيرًا ينتهي في مكبات القمامة أو على الشواطئ أو يُحرق؛ مما يسهم في تفاقم مشكلة التلوث التي تعانيها الأرض.
وما يزيد الطين بِلَّة هو عدُّ شركة كوكاكولا من بين أكثر الشركات العالمية المسببة للتلوث البيئي، جنبًا إلى جنب مع بيبسي ونستله. وقد تبين ذلك بنتيجة 239 حملة تنظيف أُجريت في 42 بلدًا في أنحاء العالم، وتوزعت في مختلف القارات، واستهدفت إجراء مسح للعلامات التجارية التي تتسبب في هذا التلوث عدا عن هدفها الأساسي المتمثل في إزالة المخلفات البلاستيكية من البيئة (2). وتبين الصورة (1) حجم النفايات البلاستيكية التابعة لشركة كوكاكولا مقدرةً بالطن المتري في عدد من الدُّول عام 2019 (3):
Image: © Statista 2020
الصورة (1)- حجم نفايات كوكاكولا البلاستيكية في عدد من الدول عام 2019
وللتخفيف من وطأة التلوث التي تسبَّبت به الشركة؛ أطلقت مبادرة بعنوان: عالم دون نفايات (World without waste) عام 2018، بغرض القضاء على مشكلة النفايات الناتجة عن عملية التعبئة والتغليف وجعلها أمرًا من الماضي (4).
أما أهداف المبادرة الأساسية (4) فتتمثل في:
- أن تكون جميع العبوات المنتجة من الشركة العالمية قابلة لإعادة التدوير بحلول عام 2025، وأن تصنع العبوات نفسها من مواد معاد تدويرها بنسبة لا تقل عن 50% بحلول عام 2030.
- أن يجري جمع عبوة أو زجاجة عائدة إلى الشركة وتدويرها مقابل كل واحدة تُباع حتى عام 2030.
- التعاون في سبيل دعم بيئة صحية خالية من مخلفات التغليف.
ووفقًا لتقرير أصدرته الشركة عام 2019 (4)؛ توضح فيه هذه الأهداف ومدى التقدم الذي حققته في كل منها كما يأتي:
أولاً: التصميم:
تُبيِّن الشركةُ في تقريرها الذي أصدرته عام 2019 أنَّ عبوات تغليف منتجاتها أصبحت قابلة للتدوير عالميًّا بنسبة 88% بحيث حققت تطورًا ملحوظًا مقارنة بعام 2017؛ إذ كانت النسبة 85%، ولا تزال تعمل جاهدة في سبيل الوصول إلى النسبة 100% بحلول عام 2025.
بلغت نسبة البولي إيثيلين تيريفثالات (PET) المعاد تدويره في عبوات كوكاكولا المصنعة قرابة 10% بنهاية عام 2019، وقد تصادف زيادة في هذه النسبة في الأماكن التي تمتلك بنية تحتية مناسبة لإعادة التدوير إضافة إلى تشريع سياسات تُتيح بيع هذه العبوات المعادة التدوير.
يستمر العمل حاليًّا على تطوير العبوات من البلاستيك ذي المنشأ النباتي (PlantBottle) الذي يدخل في تركيبه 30% مادة ذات منشأ نباتي، مما يسهم في تجنب انبعاث أكثر من 650000 طن من غاز ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل حرق 1.5 مليون برميل نفط.
وبحسب كوكاكولا، فقد جرى التعاون مع إحدى مراكز الأبحاث للتوصل إلى تقنية مبتكرة لإنتاج مواد قابلة لإعادة الاستخدام في عبوات الـ (PET) التي تنتجها؛ وبذلك قرب طرحها في السوق على نطاق واسع. في هذا السياق؛ شهد عام 2019 إنتاج أول عبوة يتضمن تركيبها مواد من النفايات البلاستيكية البحرية التي أُخذت من شواطئ البحر الأبيض المتوسط باستخدام تقنية إعادة التدوير المحسنة (enhanced recycling) التي تتضمن إعادة تدوير العبوات المستهلكة التي يغلب الـ (PET) في تركيبها حتى لو كانت منخفضة الجودة. وتعتمد هذه التقنية على فصل البلاستيك المؤلف للعبوة وتنقيته من الشوائب في حال كانت العبوة من بلاستيك منخفض الدرجة، ومن ثم إعادة بنائه ليتاح استخدامه من جديد، وبذلك تقل كميات مخلفات التغليف البلاستيكية المنخفضة الدرجة التي تنتهي في مكبات القمامة أو تحرق في محارق الطاقة مما يسهم في خفض انبعاثات الكربون.
ثانيًا: التجميع
تهدف كوكاكولا بنهاية عام 2030 إلى جمع عبوة وتدويرها مقابل أخرى تُباع، ما يعني تدوير كل مخلفات التغليف التي تُنتج بنسبة 100%، وإعطاء العبوة أكثر من دورة حياة واحدة. وبحسب الشركة، فقد أُعيد تعبئة 60% من العبوات المستهلكة التي أُدرجت في السوق أو استُردَّت على الأقل. ويعدُّ الوصول إلى نسبة 100% تحديًا كبيرًا يستلزم التعاون مع الشركاء والحكومات لتسريع عملية الجمع والاسترداد، ومن ثم إعادة التدوير وإعادة الاستخدام، وهي التي تتوقف على عدة عوامل مثل سلوك المستهلكين والعلاقات مع الحكومات والبنية الاقتصادية والاجتماعية.
صورة (2)- نسب تجميع الأنواع المختلفة من عبوات كوكاكولا عام 2019
الشراكة والتعاون:
أدركت كوكاكولا أن مشكلة بحجم نفايات التغليف تحتاج إلى التعاون والتواصل على المستوى العالمي مع كلٍّ من الشركات المنافسة والمستهلكين والقادة وعلماء البيئة وتجار التجزئة وغيرهم من الأطراف ذات الصلة بهدف الاستثمار في الاقتصاد الحلقي الذي تُستثمر فيه المنتجات في نهاية عمرها ويعاد استخدامها من جديد في دورة مغلقة لا وجود يذكر للهدر فيها.
لا شك في أنَّ ما أقدمت عليه شركة كوكاكولا يعدُّ خطوةً مهمةً على طريق حل مشكلة النفايات لا سيما البلاستيكية منها، ويبقى الزمن هو الفيصل فيما إذا جرى تحقيق الأهداف التي بنيت عليها مبادرة "عالم دون نفايات"، وربما ستكون الفائدة أكبر وأعم فيما لو تحملت بقية العلامات التجارية الكبرى مسؤوليتها تجاه البيئة.
المصادر:
2. Alegado J. Coca-Cola, PepsiCo, and Nestlé found to be worst plastic polluters worldwide in global cleanups and brand audits [Internet]. Break Free From Plastic. 2018 [cited 2020 Aug 4]. Available from: هنا
3. Coca-Cola: annual plastic waste per country 2019 [Internet]. Statista. [cited 2020 Aug 4]. Available from: هنا
4. Sustainable Packaging | The Coca-Cola Company [Internet]. [cited 2020 Aug 3]. Available from: هنا