جماعات الفِيَلة في كينيا تنتعش
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> عجائب الأحياء
جاءت هذه القفزة النوعية بعد الكوارث التي حلَّت بجماعات الفيلة في القارة السمراء، وهي التي يتحمَّل مسؤوليتها الجنسُ البشري -بطبيعة الحال- لكونه الكائن الوحيد الذي يتميز بأدائه نشاطات الصيد الجائر! فقد كان من الواضح لدى الباحثين أن ارتفاع معدلات القتل غير القانوني قد تناسبَ طرداً مع زيادة أسعار العاج المستخرَج من أنياب الفيلة في السوق السوداء؛ وذلك بدايةً من عام 2009 حتى وصلت أعداد الفيلة المقتولة إلى قرابة الـ 100 ألف فيل بين عامَي 2010-2012 فقط! وهو ما يُمثِّل 2-3% من عدد الفيلة الكلي في القارة السمراء (3).
ولكن؛ يبدو أن خبرنا الجديد المُبشِّر بالخير هو نتيجة للخطط الإستراتيجية التي اعتمدتها الأطرافُ الموقّعةُ على العديد من الاتفاقيات الدولية بخصوص حماية الأنواع المهدَّدة بالانقراض، وهي التي تتضمَّن الحفاظ على الأماكن التي تعيش فيها وترميمها وجعلها مكاناً أفضل لحياة هذه الأنواع؛ إذ بدأت الجهود الرامية إلى تحسين علاقة الأفيال بمواطنها منذ بداية تسعينيات القرن العشرين (2).
وعلى الرغم من استمرار وجود الفيلة تحت وطأة تهديدات تجارة العاج غير الشرعية في ظلِّ عدم وجود ضوابط دولية فعَّالة؛ فقد استفادت الفيلة الكينية ولا تزال تستفيد من الحماية التي توفرها سياسةُ استمرار الحظر التجاري لللعاج، إضافةً إلى قوانين مكافحة الصيد غير المشروع الفعالة (2).
في ظلِّ استمرار تدهور التنوع الحيوي على سطح الأرض؛ لا تخفى على أحد حاجتُنا الماسة في يومنا هذا إلى نشر الوعي عن أهمية جميع الكائنات على حدٍّ سواء قبل فوات الأوان. ناهيك عن الحاجة إلى قوانين صارمة تحدُّ من الصيد العشوائي الجائر في كل مكان. فيما يبدو واضحاً أن العلاقات بين الكائنات على هذا الكوكب -ومن بينها نحنُ- تشبه في ترابطها واعتمادها بعضها على بعض صفّاً طويلاً ومترابطاً من أحجار الدومينو؛ فإذا ما بدأ أوّلها بالتساقط؛ تساقطت بعده بقية القطع توالياً!
المصادر:
2. Skinner, N., 2014. African Elephant Numbers Collapsing. Available at: هنا [ Accessed 16 August 2020].
3. Litoroh, M., Omondi, P., Kock, R. and Amin, R., 2012. Conservation And Management Strategy For The Elephant In Kenya. [online] Available at: هنا [Accessed 16 August 2020].