عمارة حلب القديمة.. تصاميم مستدامة تحافظ على هوية المدينة
إنستغرام >>>> علوم هندسية
وبالعودة إلى الفترة العثمانية، كانت البيوت العربية هي السائدة في حلب، كانت البيوت متداخلة مع بعضها، لتجنب أشعة الشمس الحادة والحماية من الرمال والعواصف.
تمتاز البيوت بفناء رتِّبت حوله الممرات والغرف، وتتكون من ثلاثة أجزاء رئيسة، جزء لتخزين الطعام وآخر يتضمن غرف الضيوف والمعيشة والمطبخ، والثالث يتضمن غرف النوم والشرفات.
بدأ ظهور النمط الغربي بالتخطيط العمراني للمدينة مع زيادة الكثافة السكانية واعتماد الشقق المتعددة الطوابق في الأجزاء الغربية من المدينة، وأصبحت البيوت مؤلفة من غرف معيشة متصلة بالممر ومحاطة بغرف النوم والمطبخ، وتطل على المناطق المحيطة من الشرفات.
ومع جهود إعادة الإعمار حاليًّا، برزت قضية الحفاظ على الهوية العمرانية للمدينة، وقضية تصميم البيوت التقليدية لتحقيق كفاءة استخدام الطاقة، فقد أثبتت الدراسات أن البيوت ذات المساحات المفتوحة وشبه المفتوحة أكثر فعالية في الإضاءة الطبيعية والتهوية في مختلف الظروف المناخية، كما يؤدي اتجاه المبنى دورًا مهمًّا في توفير الحد الأقصى من الإشعاع الشمسي شتاء وتقليله صيفًا، ولتأمين هذا الغرض يعمد إلى أن تكون واجهة المبنى نحو الجنوب، كما تؤدي مواد البناء دورًا في ذلك حيث يستخدم الحجر والخشب للحفاظ على النمط العمراني والتكيف مع المناخ، مع استعمال مواد عازلة ضمن الجدران بدلًا من الجدران السميكة المجوفة.
تتركز المساعي اليوم على تقديم حلول للمحافظة على الهوية التاريخية لحلب التي أثبتت قدرتها على تحقيق المتطلبات العصرية بيئيًّا واجتماعيًّا، والجمع بين المفاهيم التقليدية والتقنيات الحديثة.
المصادر:
محرّر من مقالنا: هنا