ميزات التعلّم عن بعد وتحدياته في ظلّ جائحة COVID-19؛ الجزء الثالث
صناعة الباحثين >>>> الجامعات والتعليم العالي
من ناحية أخرى؛ استلزم التدريس عن طريق الإنترنت من المدرّسين وقتًا أطول في إعداد الصور باستخدام برامج العروض التقديمية، والحاجة إلى بيئة هادئة واتصال إنترنت ثابت وسريع (4)، ويشعر معظم المدرسين بأنهم كانوا متصلين بالإنترنت طوال اليوم (1, 2)، إضافة إلى عدم القدرة على رصد تفاعل الطلاب بغاية توجيه المحتوى والتركيز على الفجوات المعرفية، ورافقه شعور الطلاب بعدم كفاية فهمهم للمحتوى التعليمي في بعض الأوقات لغياب الاتصال المباشر (3). إضافة إلى أن الكثير من أعضاء الهيئة التدريسية حديثو العهد على منصات التعلم المرئية لذا سيكون تدريبهم وتدريب الطلاب ضروريًا لاستخدام المنصات الافتراضية بفعالية وتلبية احتياجات المتعلمين وتنفيذ أهداف التعلم وإدارة الجلسة وتقديم المحتوى التعليمي (4).
أما بالنسبة إلى تعليم الدكتوراه، لا شك أن الجزء الأكثر تحديًا عن بعد هو الإشراف على البحث وتوجيهه، إذ يعد توفير التوجيه الفعال مقوِّمًا مهمًا للمضي في الدكتوراه. فالمعرفة النظرية اللازمة للبحث ضرورية ولكن يجب إتباعها بالمعارف البحثية التي يمكن لأعضاء هيئة التدريس نقلها عن طريق إدارة المجموعات البحثية، ورصد الميزانيات، وأخلاقيات البحث وغيرها.
وتؤدي الاختلافات الثقافية بين الطلاب عن طريق الإنترنت دورًا كبيرًا في اختلاف الاستجابة لطرائق التعليم؛ إذ قد يجد الطلاب الأجانب أن متطلبات المناقشة عن طريق الإنترنت صعبة بسبب مشكلات اللغة. وبالنتيجة، قد يكون مستوى تفاعلهم أقل إلى حد ما. وتُعَدُّ تكلفة تقديم التعليم عن طريق الإنترنت عالية بسبب التكنولوجيا المطلوبة والدعم التكنولوجي ودعم الطلاب وتطوير المناهج. إضافة إلى أن العدد المنخفض نسبيًا من الطلاب في برنامج الدكتوراه بالمقارنة مع برامج البكالوريوس يجعل التكلفة لكل طالب أعلى، لذا تفرض معظم برامج الدكتوراه عن بعد قيمة إضافية لرسوم البرنامج أو التكنولوجيا لاسترداد بعض التكاليف (1).
أما بالنسبة إلى دراسة الطب عن بعد، يبدو أن التحدي الأكبر هو قلة الاحتكاك بالمرضى الذي يجب أن يحدث في خلال سنوات التعليم الطبي الجامعي. على الرغم من أنّه يمكن لمحاكاة الحالة والمرضى المعياريين الافتراضيين توفير بعض التدريب على المهارات مثل الفحص البدني والتشخيص السريري، فإن هذه الأنشطة تكميلية وليست بديلاً عن التدريس الشخصي. علاوة على ذلك، تقييمات كفاءات ومهارات الطلاب عن طريق هذه المحاكاة الافتراضية محدودة. ويمكن استخدام الفحوصات السريرية الافتراضية لإجراء التقييمات المتبقية المطلوبة لقياس الكفاءة قبل التخرج، ولكن لا يمكن عدُّها بديل الرعاية المباشرة للمرضى (4).
ومع ذلك، يبقى المحتوى وعدد الساعات الذي ينبغي نقله بهذه الطريقة محط تساؤل؛ فهل يجب أن نعيد التفكير في ديناميكية التعليم والتعلم؟ وهل سيقتصر دور المعلم على نقل المعرفة مع ظهور التعلم عن بعد؟
للاطلاع على مقالنا السابق عن التعلُّم عن بعد يمكن الضغط على الرابط هنا وهنا.
المصادر:
2- Bradley C, Johnson B, Dreifuerst K. Debriefing: A Place for Enthusiastic Teaching and Learning at a Distance. Clinical Simulation in Nursing [Internet]. 2020 [cited 17 January 2021];49:16-18. Available from: هنا
3- Halter M, Kleiner C, Hess R. The experience of nursing students in an online doctoral program in nursing: A phenomenological study. International Journal of Nursing Studies [Internet]. 2006 [cited 17 January 2021];43(1):99-105. Available from: هنا
4- Hilburg R, Patel N, Ambruso S, Biewald M, Farouk S. Medical Education During the Coronavirus Disease-2019 Pandemic: Learning From a Distance. Advances in Chronic Kidney Disease [Internet]. 2020 [cited 17 January 2021];27(5):412-417. Available from: هنا