إحياء روح الموصل فوز مشروع (حوار الأروقة) بإعادة تأهيل المجمع النوري
العمارة والتشييد >>>> جوائز ومسابقات معمارية
مشروع (إحياء روح الموصل) مبادرةٌ أطلقتها اليونسكو (UNESCO) عام 2018 لإعادة تأهيل مدينة الموصل القديمة في العراق عقب الدمار الذي سببه الصراع عام 2014؛ كونها واحدةً من أعرق المدن في العالم، ولإنعاش الحياة الثقافية والتعليمية في المدينة (1،2).
من العناصر الرئيسية لهذا المشروع إعادة تأهيل مجمع جامع النوري التاريخي بعد الضرر الذي لحق به عام 2017؛ إذ يعد هذا الجامع معلمًا تاريخيًّا مهمًا للمدينة (1) منذ تشييده في النصف الثاني من القرن الثاني عشر (3). أعلنت لجنة التحكيم الدولية للمبادرة اليونسكو عن فوز تصميم (حوار الأروقة) من بين مئة وثلاثة وعشرين تصميمًا قدّمها ثمانية مهندسين مصريين لإعادة تأهيل المجمع (1) بأقسامه القديمة: المئذنة الحدباء، ومصلى النوري، وعدد من الأبنية الثانوية، والساحة الواسعة مع بعض الإضافات الوظيفية (2).
فاز أصحاب التصميم لالتزامهم بشروط اللجنة التوجيهية للمشروع منها: الحفاظ على قاعة الصلاة مع بعض التحسينات ودمجها بالمباني الجديدة، بالإضافة إلى تخصيص مساحات للأنشطة الاجتماعية والثقافية، وإدخال الإضاءة الطبيعية، وتخصيص أماكن للنساء وكبار الشخصيات؛ أما دمج قاعة الصلاة بالقاعة الرئيسية فحدث بوساطة ساحة نصف مغطاة؛ ويضيف التصميم حدائق مسوّرة تحاكي البيوت والحدائق التاريخية القديمة (1).
تعد مئذنة الجامع (مئذنة الحدباء) من أهم المعالم التراثية الإسلامية في العالم ومن أجمل المآذن لعدة أسباب منها: حجمها الضخم وارتفاعها الذي يصل إلى خمسة وخمسين مترًا، بالإضافة إلى الإبداع المعماري في الزخارف والنقوش الفنية على سطحها الخارجي والبراعة في الإنشاء بوجود درجين حلزونيين والميول الواضحة للجزء الأسطواني العلوي الذي يصل إلى مترين ونصف المتر من المركز؛ لذلك تُشبَّه بالموزة. تضررت المئذنة بأحداث عام 2017، فتدمّر الجزء الاسطواني بأكمله، أما الجزء السفلي لم يتضرر، لذلك تتطلب أعمال إعادة البناء معايير عالمية منها معرفة أسباب الميول لتفاديها بأعمال الترميم. ومن الجدير بالذكر أنه يستخدم في الترميم قرميد طيني يشبه القديم نظرًا لمميزاته وعمله مادةً عازلة ومقاومته للظروف المناخية المختلفة (3).
المصادر: