حُذرت وكالة الفضاء الاميركية ناسا بأن مهمتها لإرسال البشر إلى المريخ ستفشل ما لم يتم التخطيط لها � ورسم استراتيجية دقيقة و واضحة لغزو الكوكب الأحمر وأكد المجلس الوطني للبحوث في تقريره الأخير أن على ناسا اتباع خطوات متتالية لتحقيق هدفها المتمثل بالسفر الى المريخ .أي ممكن أن يسبق هذه الخطوة استكشاف كويكب� بناء موقع استيطاني على القمر أو بناء المزيد من التعاون الدولي مع دول مثل الصين � وحذر المجلس أن الاستمرار في النهج الحالي هو دعوة للفشل والاحباط وخسارة لنظرة العالم اتجاه الولايات المتحدة على أنها الأفضل في ارسال الرحلات الفضائية المأهولة .

رحبت ناسا بالتقرير �مؤكدةً أنه يتفق مع خطة الوكالة لرحلة المريخ التي وافق عليها الكونغرس. ووعدت بإجراء مراجعة شاملة للتقرير وجميع توصياته � ولكن ناسا أصرت على أنه من المجدي وضع هدف أساسي وهو الهبوط والسير على سطح المريخ وبذلك ترفع سقف طموحات مشاريع أخرى موازية لهذا المشروع . وأكدت أن أفق هدف الانسان لاستكشاف الفضاء حالياً هو المريخ و كل البرامج الفضائية طويلة المدى من قبل كل الشركاء المحتملين تتلاقى عند المريخ ! (حيث يكون البرنامج المستدام لاستكشاف عمق الفضاء على المدى الطويل أقل عرضة للفشل بسبب العقبات التقنية والتقلبات الاقتصادية والسياسية ).

حتى الأن استطاعت وكالات الفضاء في العالم ارسال مركبات ألية بدون طيار الى المريخ وأخرها كانت Curiosity rover والتي هبطت في آب من العام 2012 وبتكلفة 2.5 مليار دولار واحتاجت عشر سنوات من التخطيط والعمل � ولكن سيتطلب الاستكشاف المتقدم للفضاء الأبعد عقود من العمل ومئات المليارات من التمويل عدا عن الخطر الكبير على حياة الانسان وفقاً للمجلس الوطني للبحوث. وبحسب التقرير فانه من المستحيل الذهاب الى المريخ ضمن الميزانية الحالية لوكالة الفضاء الأمريكية لذا دعا الى مزيد من التعاون مع الدول الأخرى بما في ذلك منافس ناسا الفضائي الصين � والتمويل من القطاع الخاص وغيرها من المصادر � مع العلم أن القانون الاتحادي الحالي يحظر على ناسا المشاركة في برامج ثنائية مع الصين �ومن وجهة نظر المجلس الوطني للبحوث فان ذلك سيقلل بشكل كبير من الامكانيات العالمية التي من شأنها أن توصل الانسان الى المريخ وبالنظر الى التطور المتسارع لقدرات الصين في مجال الفضاء فإنه من مصلحة الولايات المتحدة أن تكون متقبلة لإقامة شراكات دولية في المستقبل .

وقال واضعو التقرير أن العودة لوضع القمر كهدف أولي من شأنها تعزيز العلاقات مع البلدان التي تملك نفس الهدف وسيكون لهذه المهمة دور أساسي في تطوير التكنولوجيا على الأرض والعيش في نهاية المطاف على المريخ ولكن ادارة حكومة اوباما عارضت اجراء هبوط أخر على سطح القمر مبررة بان مثل هذه المهمة ستكون مكلفة جداً وأنها تريد عوضاً عن ذلك التركيز على محاولة التقاط كويكب صغير و وضعه في مدار القمر لمزيد من الاستكشافات المستقبلية .

الأن لدينا ثلاثة خطط تمهيدية محتملة لذهابنا الى المريخ اثنتان منها تشتمل على العودة الى القمر لجعله خطوة أولية للانطلاق الى المريخ والثالثة تشابه ما اقترحته حكومة اوباما الحالية بجعل كويكب ما منصة أبحاث اولية للوصول الى المريخ .وقال الخبير جون لوغسدون أنه لا يوجد طلب شعبي كبير لاستكشاف الفضاء وأننا حقاً لا نملك أي هدف معلن أو خطة واضحة والبرنامج الذي يتم تنفيذه لن يوصلنا لأي مكان !

ما هو برايك أمل وصول الانسان إلى المريخ في الوقت القريب وما هي أهم فوائد هذه الرحلة هل ستنعكس ايجابياً على الانسانية ؟

المصدر:

هنا