الأرانب ضحايا الجمال البشري، هل من منقذ؟
البيولوجيا والتطوّر >>>> كائناتٌ رهن تجاربنا
وأن هذه الأرانب ما تزال تُستعمل على نطاق واسع في اختبارات العين والجلد للمنتجات التجميلية، إلى جانب خنازير غينيا والجرذان والفئران التي تتحمل معاناةً لا توصف في صناعة التجميل (1).
إذ تُستخدم الأرانب وغيرها من النماذج الحيوانية في اختبارات درايز (Draize) للسُّمية الحادة لقياس تهيج العين وتآكل الجلد عند التعرض لمواد كيميائية مُعدة للاستعمال التجميلي قبل طرحها في الأسواق عبر تثبيتها في قيود الجسم بالكامل ثم قَطرِ المواد الكيميائية في أعينهم أو نشرها على جلدهم المحلوق والمكشوط دون أي مسكنات ألم. ومن المعروف أن اختبار درايز لا يمكن الاعتماد عليه؛ لأنه يعطي نتائج متغيرة جدًّا، وهو مزعج ومؤلم للغاية، ويسبب احمرارَ العين والتورم والتقرح وحتى العمى أو تشقق الجلد والنزيف (2).
وعلى الرغم من حظر القانون الفيدرالي الأغذية والأدوية ومستحضرات التجميل الذي تنظمه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) فقد بيعت مستحضرات التجميل المغشوشة، لكنْ لا يشترط إجراء اختبارات على الحيوانات لإثبات أن مستحضرات التجميل آمنة (1).
إذًا؛ لمَ الحيوانات والأرانب خاصةً؟
حقيقة، يكمن السر في أسباب عملية لا علمية؛ كسرعة تكاثرها وانخفاض ثمنها وتكيفها مع بيئة المختبر وانعدام القنوات الدمعية لديها ومن ثم احتباس المواد الضارة في أعينهم والتعرض لمزيد من مادة الاختبار الكيميائية لفترات أطول مما يعطي نتائج أكثر مصداقية (3).
كذلك يجب التنبيه إلى الاختلاف الجذري بين التجارب البيولوجية والصيدلانية على حيوانات التجرِبة التي تلتزم أخلاقيات البحث العلمي وشروطها وبروتوكولاتها، وتهدف إلى علاج الإنسان والمحافظة على حياته وليس لأغراض الرفاهية، من اختبار سلامة ومأمونية الأدوية واللقاحات إلى اختبارات نقل الأعضاء والخلايا الجذعية وغيرها، والتي أنشئ المجلس الوطني لمراقبة التجارب على الحيوانات (CONCEA) في سبيلها، وفرض إنشاء لجان رعاية الحيوان المؤسساتية واستخدامها (CEUA) في المؤسسات الحاوية أنشطةً تعليمية أو بحثية باستعمال الحيوانات، وتلتزم هذه التجارب مبدأَ (استبدِل، قلل، حسّن)؛ لترشيد الموارد وإضفاء الطابع الإنساني على رعاية الحيوانات، مثل استخدام الحدود الدنيا من الحيوانات في التجربة، إضافة إلى التخدير وتسكين الألم في أثنائها وعدم استعمال الحاصرات العصبية العضلية المسببة الشللَ المؤقت عوضًا عنها، ويحظر استعمال الحيوان أكثر من مرة بعد تحقق الهدف الرئيس من التجربة ويمكن اللجوء إلى الموت الرحيم لقتله قبل عودة وعيه (4).
هل من بدائل؟
تكمن أبسط الحلول في عدم تجربة مواد جديدة واستعمال الشركات موادًا متاحة ذات تاريخ طويل آمن (1، 3) أو استخدام اختبارات الزجاج (in vitro) خارج الكائنات الحية المعتمدة على نماذج ثلاثية الأبعاد محاكيةً نسيجَ الجلد والقرنية (2)؛ مثل اختبار ™SkinEthic الذي اعترف بكفاءته في اختبارات تهيج الجلد (5)، ويمكن اعتماد اختبارات على نماذج على أعضاء معزولة من حيوانات ميتة حديثًا، كاختبار IRE (عين الأرنب المعزولة) وIСE (عين الدجاج المعزولة) وغيرهما، وقبولهم بديلًا عن الحيوانات الحية في تهيج العين (6,7).
طُورت في الآونة الأخيرة طريقة جديدة باستعمال خلايا القرنية البشرية والتي تبدو واعدة بصفتها خيارًا بديلًا إضافيًّا في المستقبل، ولا يجب أن نغفل عن إمكانية استخدام اختبارات خوارزميات المعلوماتية الحيوية (8).
الآن وبعد كل ما ذكرناه، هل اختلفت نظرتكم إلى مساحيق التجميل وشركاتها؟ شاركونا آراءكم في التعليقات.
المصادر:
2. Lee M, Hwang J, Lim K. Alternatives toIn VivoDraize Rabbit Eye and Skin Irritation Tests with a Focus on 3D Reconstructed Human Cornea-Like Epithelium and Epidermis Models. Toxicological Research. 2017;33(3):191-203. هنا
3. Thomas B, Bhat K, Mapara M. Rabbit as an animal model for experimental research. Dental Research Journal. 2012;9(1):111.
هنا
4. Miziara I, Magalhães A, Santos M, Gomes É, Oliveira R. Ética da pesquisa em modelos animais. Brazilian Journal of Otorhinolaryngology. 2012;78(2):128-131. هنا
5. Pellevoisin C, Videau C, Briotet D, Grégoire C, Tornier C, Alonso A et al. SkinEthic™ RHE for in vitro evaluation of skin irritation of medical device extracts. Toxicology in Vitro. 2018;50:418-425. هنا
6. Prinsen M, Hendriksen C, Krul C, Woutersen R. The Isolated Chicken Eye test to replace the Draize test in rabbits. Regulatory Toxicology and Pharmacology. 2017;85:132-149.
هنا
7. Vinardell M, Mitjans M. Alternative Methods for Eye and Skin Irritation Tests: An Overview. Journal of Pharmaceutical Sciences. 2008;97(1):46-59.
هنا
8. KRUSZEWSKI F, WALKER T, DIPASQUALE L. Evaluation of a Human Corneal Epithelial Cell Line as an in Vitro Model for Assessing Ocular Irritation. Toxicological Sciences. 1997;36(2):130-140.
هنا