دور التشابه الوراثي في اختيار شريك الحياة!
البيولوجيا والتطوّر >>>> علم الجينات
إنه لمن المعروف أننا نرتبط بأشخاص مشابهين لنا لكن يبقى السؤال فيما إذا كنا نلتقي بهم بشكل عشوائي عندما يتعلق الأمر بالمورثات.
حيث تم اجراء دراسة على أشخاص متزوجين في الولايات المتحدة -أغلبيتهم ولدوا في ثلاثينيات القرن الماضي– وأظهرت وجود تشابه أكبر في المورثات بين الأزواج مقارنة مع مورثات أشخاص آخرين، إذ تمت مقارنة الذخيرة الوراثية (الجينوم) لكل مشارك في هذه الدراسة مع شريكه أولاً ثم تمت مقارنته مع جينوم شخصين آخرين تم اختيارهما بشكل عشوائي، واتضح وجود تشابه في الحمض النووي الريبي DNA بين كل زوجين.
لقد نُشرت هذه الدراسة من قبل مجموعة من العلماء العاملين في مجال العلاقات الاجتماعية والسلوك البشري، وذلك بعد أن قاموا بعملية إحصائية، تبين فيها وجود احتمال قوي في أن يتزوج أحدهم شخصاً آخر مماثل له في النمط الوراث، وأثبتت أن الأفراد يظهرون تشابهاً لأزواجهم أكثر من الأفراد الآخرين من خلال سمات هامة مثل المستوى العلمي، وإن التشابه الوراثي أو الافتقار إلى هذا التشابه وفقدانه بين الأزواج ليس مفهوماً تماماً.
عندما وضعت فرضيات علم الوراثة السكانية كان الالتقاء والتزاوج الذي يتم بشكل عشوائي هو الشائع، لكننا على يقين أن هذا الشيء ليس صحيحاً بالكامل حيث أن البشر وبشكل عام لديهم معايير يعتمدون عليها أثناء البحث عن الشريك .هناك نوع آخر من الالتقاء المألوف وهو الالتقاء غير العشوائي، الذي يعتمد على ميزات مثل الخلفية التعليمية والاقتصادية، وبشكل مختصر يمكننا القول بأن حارسَين مثلاً سيكونا سعيدَين مع بعضهما البعض وكذلك محامييًّن مع بعضهما لكن الاحتمال أقل أن يكون الحارس سعيداً مع المحامي بسبب الاختلاف الكبير في الناحية التعليمية والدخل..
اعتمدت دراسات العلماء واستنتاجاتهم على قاعدة بيانات ل9429 فرداً ذوو بشرة بيضاء وليسو لاتينيين، وتضمنت العينات 825 زوجاً ولدوا ما بين عامي 1920 و 1970 و 59% منهم كانوا قد ولدوا خلال الثلاثينيات. واحتوى البحث مقارنة لـ 1.7 مليون نكليوتيد مفرد متعدد الأشكال SNPs وهو الجزء الذي يكون فيه تسلسل ال DNA مختلفاً بين الأفراد، وقد وجدوا أن الأشخاص المتزوجين لديهم تشابه وراثي أكثر من الأشخاص الآخرين في نفس المنطقة السكانية، وهذا التشابه يشكل فقط ثلث مقدار التماثل التربوي التعليمي بين الأزواج.
إن التزوج اعتماداً على المورثات يفسر حوالي 10% من التزوج اعتماداً على المستوى العلمي حيث يظهر تأثير المورثات لتكون عاملاً في اختيار الزوج.
لكن في عام 2012 أظهر تقريرأن كل زوجين من أصل 12 ينتميان لأصول عرقية مختلفة، وهذا يمكن أن يغير من نتائج الدراسات التي تقول بأن الأزواج يختارون بعضهم البعض اعتماداً على وجود تشابهات في ال DNA، وبالتالي يتوجب على الباحثين في المستقبل توسيع مدى دراساتهم لتتضمن مشاركين يعبرون عن التنوعات الموجودة في أميركا باعتبار أن هذه الدراسة أجريت على أشخاص بيض فقط.
إن تحليل ال SNPs يمكن أن يعطينا معلومات أكثر عن السمات الوراثية التي تلعب دوراً في اختيار العلاقات سواء كانت رومانسية أم لم تكن وبكل الأحوال هذه الدراسة لا تبرهن الكثير من الأشياء بشكل دقيق لكنها تشكل خطوة أولى في تفسير اختيار الأشخاص لشركائهم اعتماداً على الـ DNA.
المصادر:
هنا
هنا
هنا