الجغرافيا الحضرية؛ حياة المدينة من منظور جغرافي
الجغرافيا البشرية والعلوم الإقليمية >>>> الجغرافيا الحضرية
تُعدُّ الجغرافيا الحضرية -والتي تعني دراسة المدن وحياة المدينة من منظور جغرافي- إحدى أكثر فروع الجغرافيا البشرية شيوعًا، ولكنَّ التحديد الدقيق للمجال يُعدُّ أمرًا صعبًا؛ فقد أثبتت محاولات العثور على الخصائص الأساسية للأماكن الحضرية أو الحياة الحضرية بالمقارنة مع خصائص الريف والحياة الريفية على سبيل المثال أنها محاولات غير حاسمة، فقد يكون التمييز بين المناطق الحضرية وغير الحضرية ضبابيًّا وغير واضح، إذ أصبحت تلك الخصائص المرتبطة سابقًا بالمدن مثل العمل المأجور أو توفر الكهرباء أو طبيعة العلاقات الاجتماعية أكثر انتشارًا، ولذلك يمكن وصف الغالبية العظمى من مهمات الجغرافيا البشرية بأنها حضرية. وإنَّ دراسة المستوطنات الحضرية من منظور تاريخي تعقد البحث أيضًا عن الصفات الحضرية الأساسية، فالمدينة بوصفها شكلًا مكانيًّا يمكن عدها سببًا ونتيجة للعلاقات الاجتماعية، فقد ساهمت المدن في تشكيل التأثيرات الاجتماعية بين سكانها (1).
عُدَّت الجغرافيا الحضرية مجالًا حديثًا نسبيًّا، وقد ركَّزت الدراسات الأولى فيها على كيفية تأثير الظروف الجغرافية المحلية في تشكيل المراكز الحضرية، إذ ظهرت الجغرافيا الحضرية جزءًا من الأبحاث الجغرافية أو أبحاث العلوم الاجتماعية في المواضيع التي تخص المدن والتحضر، وحتى الخمسينيات من القرن العشرين كان من النادر أن تدرِّس كليات وأقسام الجغرافيا الجامعية المواضيع التي تتناول القضايا الحضرية (2).
وعلى الرغم من بعض التناقض حول مصطلح "الجغرافيا الحضرية"، فقد طوَّر الجغرافيون الحضريون بعض الموضوعات المتميزة والمستمرة وكان أهمها دراسة البنية الاجتماعية والمكانية الداخلية للمدن (1)، أمَّا من ناحية مناقشة تاريخ الجغرافيا الحضرية وتغيراتها عبر الزمن؛ فقد تميَّزت الجغرافيا الحضرية بعددٍ من التحولات الجذرية في دعائمها النظرية، فنحن الآن نعيش في عالم حضري، إذ أصبح غالبية السكان يعيشون في المدن ابتداءً من تموز (يوليو) عام 2007م (3).
فدعونا نتعرف أكثر في الفئة الفرعية "الجغرافيا الحضرية" من قسم "الجغرافيا البشرية والعلوم الإقليمية" إلى واقع المدن ومشكلاتها والتطورات والتغييرات التي طرأت أو قد تطرأ عليها.
المصادر: