مسودة الورقة البحثية Preprint
البحث العلمي والمنهجية العلمية >>>> كتابة الورقة البحثية
تُنشَر عادةً النسخ التمهيدية من الأوراق البحثية عبر منصة (Preprints) الخاصة بالنسخ التمهيدية، فتصبح الأوراق الأكاديمية متعددة الاختصاصات متاحةً مجانيٍّا وغير هادفة للربح غالبًا (1).
يُرسل الباحثون نسخ أوراقهم التمهيدية إلى هذه المنصة بعد إنشاء حسابٍ خاصٍّ بهم عبرها، وبعد تحميل الملفات، وإعطاء التفاصيل الأساسية عن الورقة البحثية والمؤلفين؛ يُطلَب منهم -بخطوةٍ أخيرة- تأكيد شروط نشر لنسخة تمهيدية، ويجدرُ التنبيه إلى أنه يمكن للباحثين اختيار إرسال مخطوطاتهم إلى منصة الأوراق التمهيدية أيضًا عند إرسالها إلى أية مجلة من مجلات الوصول المفتوح التابعة لبعض الناشرين.
ومن المهم الإشارة إلى خضوع جميع النسخ التمهيدية لفحصٍ قصير -قد يستغرقُ أقل من 24 ساعة في معظم الحالات- قبل نشرها على شبكة الإنترنت.
يتحقَّق هذا الفحص من المحتوى العلمي الأساسي وأهلية الباحث وامتثاله للمعايير الأخلاقية، ويُنفَّذ من قبل طاقم منصة (Preprints) ذاتها، وبدعم من الباحثين النشطين والمجلس الاستشاري لها.
تُنشَر الأوراق البحثية التي تجتاز عملية التحقق والفحص عبر الإنترنت بتنسيق الوصول المفتوح غالبًا، مما يعطي أقصى قدرٍ من إمكانية الوصول للمؤلفين والتعرف إلى نتائج بحثهم، مع ضمان الاعتراف بعملهم على نحو صحيح.
ويمكن للقارئ -بمجرد الاتصال بالإنترنت في معظم الأحيان- قراءة أو تحميل النسخ التمهيدية ومشاركتها والتعليق عليها والاستشهاد بها (1).
ونظرًا إلى أن معظم الباحثين يشارِك عمله بعد النشر في مجلة محكَّمة؛ يمكن أن تُسبِّب فترات النشر الطويلة -تأخير شهور وأحيانًا سنوات- فيشعر المؤلِّفون بالإحباط بسبب مقدار الوقت الذي يستغرقه مشاركة أبحاثهم وجني فوائد مقالاتهم البحثية المنشورة والقابلة للاستشهاد (2)، لذلك قد تُحقق النسخة التمهيدية بعض أهداف النشر التقليدي في المجلات المحكَّمة، ولكن في إطار زمني أقصر بكثير.
ويمكن للباحثين الآخرين بعد الاطلاع عليها؛ الإشارة إلى الأخطاء -إن وُجِدت-، أو اقتراح دراسات أو بيانات جديدة تعزز حجة الباحث، أو التوصية بتعاونٍ قد يؤدي إلى النشر في مجلة مرموقة (1,2).
ويمكن تقديم الملاحظات عمومًا عن طريق التعليق المتاح على منصة النسخة التمهيدية، أو عبر البريد الإلكتروني (2).
وتندرج أهم إيجابيات النسخة التمهيدية من الورقة البحثية في النقاط الآتية:
- يُمكن عند نشر نسخة أولية من نتائج البحث، الاستعانة بها بوصفه سجلًّا عامًّا وجازمًا في أي نقاشٍ لاحق للإشارة إلى من توصل إلى هذه النتائج أولًا، إذ تُعطى معظم النسخ التمهيدية معرِّفًا رقميًّا (DOI)، مما يسمح بأن تصبح جزءًا دائمًا من السجل العلمي، وتمكِّن الباحثين من الاستشهاد بها في أوراق بحثية أخرى(2).
- يختلف محتوى النسخ التمهيدية للورقة البحثية غالبًا عن النسخة النهائية لها (2)، لذا تُربط منصة Preprints ومزوِّدات البنية الأساسية (مثل: Crossref) بالمقالات النهائية المنشورة في المجلة المحكَّمة ويُعدَّل DOI تلقائيًّا عند نشرها نهائيًّا كلما أمكن ذلك (1,2)، أو عند تحديث محتوى النسخة التمهيدية وإضافة الباحثين بيانات جديدة إليها (1)، مما يعني إمكانية توفير النسخ التمهيدية الفرصة لمزيد من القُرّاء الجدُد لقراءة الورقة المنشورة، وفي سياق ذلك؛ شهدت دراسة في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية زيادات ملحوظة في الاستشهادات للورقة المنشورة النهائية ودرجات القياس المترية (Altmetric scores) عندما نشر المؤلفون أعمالهم بوصفها نسخًا تمهيدية أولًا. ولكن على الرغم من هذه الأدلة؛ هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد التأثير في نسبة الاستشهادات، في ظل قوة الأدلة التي تشير إلى زيادة الاهتمام الذي يمكن أن تحظى به الورقة المنشورة كلما زاد عدد الأماكن التي قد يقرؤها بها الباحثون الآخرون والقُرّاء (2).
أخيرًا؛ قد تُحقِّقُ النسخ التمهيدية من الورقة البحثية جزءًا صغيرًا من التواصل الأكاديمي سريع النمو، إذ إنها تقدم عديدًا من المزايا لتحسين طريقة مشاركة البحث -بما في ذلك الفضل فيه وردود الفعل المبكرة وزيادة إمكانية الاطلاع عليه واكتشافه- (2)، ولكن؛ في الوقت ذاته يجب الانتباه بشدة إلى أن النسخ التمهيدية للأوراق البحثية لم تخضع بعد لمراجعة الأقران، فالنتائج مؤقتة والاستنتاجات قد تتغيّر.
لذا يُنصَح الباحثون بتوضيح ذلك سواءً في الاستشهادات ضمن النص أو في قائمة المراجع (3).
المصادر:
2- What Are Preprints, and How Do They Benefit Authors? | AJE [Internet]. Aje.com. 2020 [cited 17 June 2021]. Available from: هنا
3- Preprints & Conference Proceedings | Nature Portfolio [Internet]. Nature.com. 2019 [cited 17 June 2021]. Available from: هنا