تقليليةٌ ملهمةٌ.. نسرين مُحمَدي
الفنون البصرية >>>> فنانون عالميّون
وُلِدت نسرين محمدي عام 1937م في مدينة كراتشي التي كانت تابعة آنذاك للهند، ونشأت في بومباي التي انتقلت إليها أسرتها عام 1944م، ثم سافرت إثر ذلك إلى المملكة المتحدة حيث درَست الفنون الجميلة في كلية سانت مارتين المركزية (Central Saint Martins) في لندن بين عامي 1954 و1957م، وأقامت في أوروبا حتى مطلع السبعينيات، ثم عادت إلى الهند لتدرِّس الفنون الجميلة في جامعة مهراجا ساياجيراو (Maharaja Sayajirao) في مدينة بارودا الهندية التي أقامت فيها حتى وفاتها عام 1990 (1,3).
لوحة غير معنونة من أعمال نسرين محمدي في مرحلة الستينيات
Image: https://www.tate.org.uk/sites/default/files/styles/width-720/public/images/nasreenmohamediuntitled3.jpg
بدأت تميل نحو التجريد في عقدها الأخير في أوروبا في ستينيات القرن؛ إذ قدَّمت أعمالًا نصف تجريدية وأخذت تميل نحو مزيد من التجريد في السبعينيات، فتميَّزت أعمالها في هذه الفترة بشبكات من الخطوط التي استخدمت فيها أدوات بسيطة؛ كأقلام الحبر وأقلام الرصاص، وشكَّلت منها أنموذجات متشابهة ومتكرِّرة، واستخدمت الخطوط والزوايا القاسية وشبكات الخطوط بطريقة حيوية توحي بالأشكال العضوية، وابتعدت بأسلوبها هذا عن التوجُّه السائد في المشهد الفني في الهند آنذاك، والذي كان يركِّز على رسم الأشكال البشرية في الغالب وبطريقة تميل نحو الواقعية، وتمتَّعت نسرين محمدي بمنظور عالمي يستمد في حسه الجمالي شيئًا من شعر ريلكه (Rainer Maria Rilke) و كامو (Albert Camus)، بالإضافة إلى أنَّ النقاد كانوا يقارنون مسيرتها في هذا الاتجاه بأعمال فنانين من أتباع المدرسة التقليلية مثل؛ الفنان الكندي الأمريكي أغنس مارتين (Agnes Martin) والنحَّات الأمريكي كارل آندريه Carl Andre. (1-3)
أما في الثمانينيات من القرن العشرين فقد أبدت ميلًا إلى استخدام الخطوط المائلة والمثلثات والأشكال الكروية بطريقة مشابهة لأعمال كازيمير مالفيتش (Kazimir Malevich)؛ الذي عبَّرت عن إعجابها بأعماله، والفنان التجريدي الهولندي بيت موندريان (Piet Mondrian) الذي اتَّجه من الواقعية التصويرية نحو التجريد أيضًا، ومن العوامل التي أثَّرت في أعمال نسرين محمدي وميلها نحو التجريد اهتمامُها بالتعبير عن جوهر المشاهد الصحرواية والبحرية والبنى الهندسية في بلدة فاتح بور سيكري التي كانت مواضيع لكثير من صورها الفوتوغرافية، ويُذكر أنَّ نسرين محمدي مصوِّرة فوتوغرافية ركَّزت في صورها على المناظر الطبيعية والعمارة (1-3).
لوحة غير معنونة من أعمال نسرين محمدي في مرحلة الثمانينيات
Image: https://www.tate.org.uk/sites/default/files/styles/width-720/public/images/nasreen-mohamedi-untitled-early-1980s.jpg
وعلى الرغم من أنَّ النقاد قارنوا أعمالها بأعمال عديدٍ من الفنانين التجريديين، ولكنَّ الطابع الخاص الذي تتمتَّع به أعمال نسرين محمدي يبقى عصيًّا على التصنيف والوضع في قالب مُحدَّد، وهو يعكس شخصيتها وأسلوبها وأدواتها المميَّزة وحسها الجمالي؛ إذ ساهمت في دَفْع المدرسة الحداثية (Modernism) نحو الأمام، وقدَّمت في أعمالها فرصةً إلى النقاد والجمهور الفني لإعادة النظر في معنى الفن الحداثي (2).
المصادر:
2. Nasreen Mohamedi - At The Met Breuer March 18–June 5, 2016 [Internet]. Metmuseum.org. 2021 [cited 18 May 2021]. Available from: هنا
3. Nasreen Mohamedi | Museo Nacional Centro de Arte Reina Sofía [Internet]. Museoreinasofia.es. 2021 [cited 18 May 2021]. Available from: هنا
4. Kapur G. Elegy for an Unclaimed Beloved: Nasreen Mohamedi 1937–1990 | Tate [Internet]. Tate. 2000 [cited 18 May 2021]. Available from: هنا