متى يعود الشم والذوق؟ سؤال يراود مصابي كورونا..
الطب >>>> فيروس كورونا COVID-19
واقترح بعض الباحثين استخدامَ فقدان حاسة الشم بوصفه اختبارًا تشخيصيًّا لـ (COVID-19). إذ كانت التغيّرات في الشم أو التذوق المبلغ عنها ذاتيًّا علامة جيدة لكشف المرض ومن ثم تقليل انتشار العدوى (1).
لذلك؛ إن عزل الأشخاص وإجراء اختبار (COVID-19) عند التبليغ عن فقدان حاسة الشم أو الذوق هو أمر ضروري. ويُعدُّ فقدان حاستي الشم والذوق أمرًا شائعًا في الأمراض الفيروسية الأخرى للجهاز التنفسي العلوي مثل نزلات البرد، ولكنه نادرًا ما يكون هو العرض الوحيد أو الأول في تلك الحالات (2).
وسبب حدوث ذلك غير معروف تمامًا؛ إذ تشير بعض الدراسات إلى أنه قد يحدث بسبب إصابة الفيروس للخلايا الداعمة للأعصاب في الأنف، وبعضها يشير إلى أن السبب هو الالتهاب الحاصل في الجسم وتضيق الأوعية الدموية للبصلة الشمية (1,2).
ومن المهم التنبيه إلى أن فقدان حاسة الشم ليس له علاقة بشدة الإصابة، وقد يوجد لوحده (2).
وفي دراسة (مراجعة منهجية - systematic review) شملت 17 رسالة بحثية عن هذا الموضوع؛ كانت النتيجة بأن ظهور أعراض فقدان الشم والتذوق المصاحب لـ (COVID-19) قد تحدث بعد 4 - 5 أيام من الأعراض الأخرى، وأشار المؤلفون فيها إلى أننا لا نزال بحاجة إلى دراسات أكثر وأكبر لفهم الموضوع على نحو أوسع. وهذا من شأنه أن يساعد في توفير التشخيص المبكر وتقليل العدوى بالفيروس (3).
ففي دراسة أخرى، تُوبعت مجموعة من المرضى المصابين بفقدان حاسة الشم المرتبط بـ (COVID-19) مدةَ عام، وقُيِّم ٩٧ مريضًا حدث لديهم فقدان شم حاد مدةً تزيد على ٧ أيام.
وبعد انتهاء الدراسة وُجد أن ٩٦.١% منهم قد تعافوا من فقدان الشم في خلال ١٢ شهر، ومن المتوقع حدوث زيادة بنسبة التعافي بعد مرور أكثر من سنة (4).
كذلك فإن الصور التقييمية والتشريح المرضي يشير إلى أن سبب الالتهاب قد يكون بسبب الالتهاب المحيطي كما ذكرنا سابقًا (4).
وبهذا تكون نتيجة الدراسة بأن فقدان حاسة الشم المرتبط بـ (COVID-19) يتمتع بإمراضية ممتازة مع الشفاء التام تقريبًا في خلال عام واحد (4).
ولا بد أن ننبه إلى أن بعض الأشخاص قد يعانون (phantosmia أو الهلوسة الشمية) ويشعرون برائحة كريهة غير موجودة (2).
كذلك، يؤثر فقدان حاسة الشم في مدى قدرتك على اكتشاف النكهات. عندما نأكل، تكون نكهة الطعام هي تجربة الجمع بين الرائحة والذوق معًا. وبهذا عند الإصابة بـ (COVID) قد يتغير أو يغيب طعم الأطعمة المفضلة لديك ورائحتها، عادة ما تكون هذه التغيّرات قصيرة المدى ولكنها قد تؤثر في شهيتك ومقدار ما تأكله (5).
حتى الآن، لا يتوفر علاج مثبت لهذه الحالة، إذ يُوصى بتدريب حاسة الشم. وقد تُستخدم بخاخات الكورتيكوستيروئيدات الموضعية أيضًا في العلاج القصير الأمد، ولكن من غير المرجح أن تساعد خارج فترة المرض الحاد. ومن الواضح أن أفضل علاج هو الوقاية مثل ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي والتطعيم ضد الفيروس (2).
لعل أهم ما يشغل بال المصابين بـ (COVID-19) هو حاسة الشم والذوق والتي قد تكون تأثرت في خلال فترة الإصابة وما هو الزمن الذي تحتاجه لتعود إلى طبيعتها. وفي دراسة نشرت قبل عدة أشهر، تبين أن أكثر من 95% يتعافون في خلال سنة على نحو كامل.
المصادر:
2. Valencia D. Q&A: COVID-19 and loss of smell, taste [Internet]. US: Mayo Clinic Health System. 2021 [cited 2021 Sep 13]. Available from: هنا
3. Santos R, da Silva M, do Monte Silva M, Barbosa D, Gomes A, Galindo L et al. Onset and duration of symptoms of loss of smell/taste in patients with COVID-19: A systematic review. American Journal of Otolaryngology [Internet]. 2021 [cited 2021 Sep 13];42(2):102889. Available from: هنا
4. Renaud M, Thibault C, Le Normand F, Mcdonald E, Gallix B, Debry C et al. Clinical Outcomes for Patients With Anosmia 1 Year After COVID-19 Diagnosis. JAMA Network Open [Internet]. 2021 [cited 2021 Sep 13];4(6):e2115352. Available from: هنا
5. NHS. Your COVID Recovery [Internet].UK: Yourcovidrecovery.nhs.uk; 2021 [cited 2021 Sep 13]. Available from: هنا