اليوم الدولي للمرأة الريفية - ماذا لو توقفت النساء عن الزراعة؟
الجغرافيا البشرية والعلوم الإقليمية >>>> الجغرافيا الريفية
ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بين عامي 2006م و2008م نتيجة أزمة الغذاء العالمية، وكانت أكثر الفئات تضررًا حينذاك هي أكثرها إنتاجًا للغذاء في الظروف العادية، وهي فئة المزارعين الفقراء عمومًا والمزارعات خصوصًا؛ اللواتي يقع عليهن عبء كبير وتُقابل جهودهن بالتهميش (1)، ممَّا دفع إلى إقرار يوم الخامس عشر من تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام يومًا دوليًّا للمرأة الريفية (2).
لا يحول عمل النساء الجبار في مجال الزراعة دون عملهن داخل الأسرة برعاية الأطفال والأعمال المنزلية على الرغم من غياب الدعم لهن وحرمانهن من حقوقهن، ويعاني قرابة مليار شخص حول العالم من الفقر المدقع ويتركز الجزء الأكبر منهم في الأرياف (3).
الزوج والمجتمع والحكومات:
لا تقل إنتاجية المرأة الريفية وعزيمتها عن إنتاجية زوجها، لكنَّ هذه الجهود ليست موضع تقدير؛ فمن جهة لا يُسمح للمرأة بإدارة عملها بسبب تقييد وصولها إلى السوق والأراضي والموارد الزراعية الأساسية وضعف المردود الذي لا يعادل جهودها، ويشجع على استمرار هذا الوضع الأعراف والقيود الاجتماعية، ومن جهة أخرى تعيش المرأة الريفية في ظروف سيئة؛ تتجسد بغياب أبسط الخدمات الأساسية كالتعليم والرعاية الطبية والبنى التحتية من تمديدات المياه والصرف الصحي (3).
ماذا لو استقالت النساء الريفيات؟
للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نعرف ماذا يمكن أن تقدم النساء الريفيات لمجتمعاتهن وللعالم في حال دعمهن.
تؤدي النساء والفتيات الريفيات دورًا رئيسيًّا في الزراعة والأمن الغذائي وإدارة الموارد الطبيعية؛ إذ تعمل واحدة من بين كل ثلاث نساء عاملات في مجال الزراعة، وتعتمد 80% من البيوت التي لا تحتوي مضخات مياه على عمل النساء في تجميع وتخزين المياه (2).
وبحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO)؛ إنَّ بإمكان المزارعين والمزارعات اليوم إحداث نمو اقتصادي على مستوى العالم والقضاء على الفقر والجوع في ظل التحول الريفي بتطوير طرق الزراعة التقليدية وجعلها أكثر حداثة وراحة كإدخال التكنولوجيا، وسيضمن هذا الدعم -إضافةً إلى كونه فرصةً للمزارعات والمزارعين في الحصول على حياة أفضل- قطاعًا زراعيًّا أكثر ديمومة (4).
وهنا نعود للسؤال، ماذا سيحدث برأيك لو توقفت الريفيات عن العمل؟
المصادر: