هل أنت مدمنٌ هاتفَك؟
هل تعلم والإنفوغرافيك >>>> كاريكاتير
يقضي الأشخاص قسمًا كبيرًا من وقتهم مع هواتفهم في وسائل التواصل الاجتماعي، يجرون مراسلات العمل والبحث الأكاديمي، ويبحثون عن إجابات الأسئلة، أو يمارسون الألعاب، ومع كلّ هذه الاستخدامات، لا يتعلّق الإدمان بالهاتف نفسه، بل بالتطبيقات والعوالم الافتراضيّة التي يربطنا بها (1، 2، 3).
يتردد عديد من الخبراء الطبيين في تخصيص كلمة "إدمان" لشيء مختلف عن مواد سوء الاستخدام المُعتادة، لكن كل الأشياء التي يمكنها أن تحفز الشخص قد تكوّن إدمانًا، وحتى العادة عندما تتحوّل إلى إجبار أو فرض، فإنها تصبح إدمانًا (2,3).
غالبًا ما يكون إدمان الهواتف الذكية، أو ما يُعرف أحيانًا بالنوموفوبيا (nomophobia) وهو الخوف من عدم وجود هاتف محمول ناتجًا عن مشكلة الإفراط في استخدام الإنترنت أو اضطراب إدمان الإنترنت (1).
وكما يحدث عند تعاطي المخدرات والكحول، قد يؤدي استخدام الهاتف إلى إطلاق مادة الدوبامين في الدماغ وتغيير مزاجك (1)؛ إذ يحتوي الدماغ عديدًا من المسارات التي تنقل الدوبامين (وهو مادة كيميائيّة وتبعث على الشعور بالسعادة)، وبالنسبة لعديد من الأشخاص، يحفّز التفاعل الاجتماعي إفراز الدوبامين (3)، ونظرًا إلى استخدام الهواتف بصفتها أدوات تفاعل اجتماعي فقد يعتاد الأشخاص على فحص هواتفهم باستمرار بحثًا عن جرعة الدوبامين التي تُطلق عند اتصالهم بالآخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي (2).
وكما يحدث أيضًا أن يُطوّر تشكّل تحمّل بسرعة، أيّ يستغرق الأمر مزيدًا من الوقت أمام هذه الشاشات للحصول على نفس جرعة الدوبامين الممتعة (1).
والسؤال الرئيس هنا: كيف نعلم إن كنا مدمني هواتفِنا؟
عندما تستخدم هاتفك الخلوي معظم الوقت، ولستَ بقادرٍ على تقليصِ استخدامه، وعندما تستخدم هاتفك بصفته حلًّا للملل مع الشعور بالقلق أو الاكتئاب حينَ يكون بعيدًا عنك، مؤثرًا بذلك في علاقاتك (3).
نقص النوم والقلق والتوتر والاكتئاب جميعُها أعراض ترتبط بإساءة استخدام الإنترنت، إضافةً إلى ارتباطها باستخدام الهاتف المحمول، وقد يؤدي الاستخدام المفرط للهاتف الذكي، المرتبط بالسلوك السلبي والشعور بالقلق إلى زيادة خطر الإصابة باضطراب القلق والاكتئاب (3).
في هذه الأيام لدينا هواتف ذكية وسيارات ذكية وألواح ذكية، وكل شيء ذكي، لكن لنفكر في التساؤل الآتي:
إذا أصبحت التكنولوجيا أكثر ذكاءً، فهل يعني هذا أن البشر يصبحون أكثر غباءً؟
…………………….
المصادر
2. Stanborough R. Cell Phone Addiction: Is It Really a Thing, and What Can You Do? [Internet]. Healthline. 2019 [cited 9 October 2021]. Available from: هنا
3. Shoukat S. Cell phone addiction and psychological and physiological health in adolescents [Internet]. PubMed Central (PMC). 2019 [cited 9 October 2021]PMCID: PMC6449671.PMID: 30956638. Available from: هنا