تعلُّم لغة جديدة أمر صعب؟ استقرار دماغك هو السبب
التعليم واللغات >>>> اللغويات التطبيقية
من الممكن أن يتعلم البالغون لغةً جديدة غير لغتهم الأصلية عن طريق الممارسة، إذ ترتبط الزيادات في الدقة السلوكية بزيادة قابلية فصل التمثيلات الصوتية في مناطق الكلام القشرية. تذهب المدخلات اللغوية البصرية إلى الفص القذالي (في مؤخر الرأس) ضمن القشرة البصرية، وتعد منطقتا Wernicke وBroca في الدماغ أساسيتان في معالجة اللغة. وقد توصلت عدة نتائج إلى أن تعلم لغة جديدة غير أصلية يتضمن مجموعة واسعة من التغييرات في التمثيلات العصبية عبر مجموعة موزعة من عدة مناطق في الدماغ (2, 3).
ساعدت دراسة لمرضى بالصرع على فهم كيفية إدارة الدماغ لعملية تعلم لغة جديدة في حين يبقي محافظًا على اللغة الأم. وتشير إحدى الدراسات التي أجراها علماء أعصاب في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو إلى سبب صعوبة تعلم لغة جديدة لدى البالغين. أعطت النتائج الذي ظهرت في 30/08/2021 لدى الأكاديمية الوطنية للعلوم نظرة إلى كيفية قيادة الدماغ لعملية المقايضة بين المرونة العصبية -وهي قدرة الدماغ على إنشاء روابط عند تعلم شيء جديد- وعملية الاستقرار -وهي التي تسمح بحفظ التآلف في شبكات متكاملة للأشياء التي قد تعلمناها سابقًا (2).
قال د. مات ليونارد (Matt Leonard) -البروفيسور المساعد في علم جراحة الأعصاب- أنه عندما نبدأ بتعلم لغة جديدة فإن أدمغتنا تؤقلم بطريقة أو بأخرى التلاؤم هاتين القوتين لأنهما تتنافسان ضد بعضهما بعضًا (2).
وباستخدام أقطاب كهربائية على سطح الدماغ لتتبع نتائج ذات دقة عالية للإشارات العصبية وجد فريق البحث أن مجموعات من الخلايا العصبية -وهي العناقيد المنتشرة في جميع أنحاء قشرة الكلام- تبدو وكأنها تضبط نفسها عندما يكتسب المستمع القدرة على التعرف على الأصوات الأجنبية (2).
وقال د. ليونارد إن هذه هي إدراكاتنا الأولى بخصوص ما يتغير في الدماغ من سماعنا لأصوات لغة أجنبية والقدرة على التعرف عليها. وأضاف أن هذه المرحلة فاصلة وهي خطوة حاسمة لتعلم اللغة، ولكن كان من الصعب معالجتها لأن العملية ديناميكية وفريدة من نوعها، ولكن من خلال هذه الدراسة أمكن بالفعل رؤية ما يحدث في مناطق الدماغ المتخصصة في تمييز الأصوات خلال المرحلة الأولية من التعلم (2).
ويتغير نشاط الدماغ عندما تصبح الأصوات مألوفة لديه، وقال د. ليونارد إن تعلم أصوات لغة جديدة هي أول مرحلة لتعلم استخدام اللغة، لذلك وبهذه الدراسة درس الباحثون في كيفية تحول النشاط في مناطق الدماغ المتفرقة المرتبطة باللغة؛ إذ أصبح المستمع أكثر دراية بالأصوات الأجنبية. وقد يفسر هذا السببَ وراء تفاوت المقدرة على تعلم اللغة بين الأشخاص، وذلك وفقًا للقدرة الفردية على تحقيق التوازن بين الحفاظ على استقرار اللغة الأم في حين استغلال مرونة الدماغ المطلوبة لتعلم لغة جديدة (2).
المصادر:
2- Yi H, Chandrasekaran B, Nourski K, Rhone A, Schuerman W, Howard M et al. Learning nonnative speech sounds changes local encoding in the adult human cortex. Proceedings of the National Academy of Sciences. 2021;118(36):e2101777118. URL: هنا
3- Binder J. The Wernicke area. Neurology. 2015;85(24):2170-2175. URL: هنا