كتابة الورقة البحثيّة: الملخَّص (Abstract)
البحث العلمي والمنهجية العلمية >>>> كتابة الورقة البحثية
يسمحُ الملخّص للقارئ بالتوسّعِ في كلّ قسمٍ رئيسٍ من الورقةِ البحثيّة (1) ويساعده على تحديد مدى أهميّتها بالنسبة له، ومن ثم رغبته بالحصول على الورقة كاملةً لقراءة بقية أقسامها. لذا؛ يجب تضمينُه معلوماتٍ أساسيةٍ موجزة وكافية (الدافع للبحث ومقدّمة عنه، وموجز الطرق والنتائج، ومن ثمّ خلاصة الاستنتاجات) (1-3) لجعل الملخص مفيداً لشخص قد يرغبُ في التعرّف عليه ومن ثمّ قراءةُ عمل الباحث والإشارةِ إليه(1).
وتعدّ قدرةُ القارئ على فهمِ الفكرةِ الأساسيّة من البحث في أثناء قراءةِ الملخّص بوصفه جزءًا وحيدًا من الورقةِ البحثية؛ إحدى المؤشرات على جودتهِ وقدرتهِ على إيجازِ النّقاط الأساسيّة المطلوبة (1,2).
يختلفُ أسلوبُ كتابةِ الملخّص باختلاف نوعه، لذا؛ لا بُدّ من تحديدِ هذا النوع الذي يجب تضمينه في الورقةِ البحثية (1). ويمكن إجمال الملخصات عامةً في أربعة أنواع:
_ الملخّصُ النقديّ (Critical Abstract):
يوفّرُ الملخص النقديّ بالإضافة إلى وصفِ النتائج والمعلومات الرئيسة؛ حُكماً أو تعليقاً عن صحةِ الدّراسة أو موثوقيّتها أو اكتمالِها، ويقيِّمُ الباحث الورقة البحثية ويقارنها غالباً بأوراقٍ أخرى عن الموضوع نفسه، ويتراوحُ طول الملخصات النقدية عمومًا من(400_500) كلمة بسبب التعليقاتِ التفسيريّة الإضافية، ولا تُستَخدم هذه الأنواع من الملخصات استخدامًا متكرّرًا (1).
_ الملخّص الوصفيّ (Descriptive Abstract):
يشيرُ الملخص الوصفي إلى نوع المعلومات الموجودة في البحث دون أن يصدر أحكاماً عنه، أو يقدّم نتائجَ أو استنتاجاتٍ للبحث. تكون الملخصات الوصفية قصيرةٌ جداً عادةً (حوالي 100 كلمة أو أقل)، وتتضمّن الكلمات الرئيسة في النص وتشملُ هدف البحث وطرائقه ونطاقه، إذ يصفُ الملخص الوصفي العمل فقط بشكلٍ مجرَّد، لذا؛ يعدّه بعض الباحثين مخططاً للعمل وليس ملخصاً (1).
_ الملخصُ الإعلاميّ (Informative Abstract):
يعدّ الملخص الإعلامي بديلاً موجزاً عن العمل نفسِه، إذ يعرِض الباحث من خلاله كل الحججِ الرئيسة والنتائج والأدلّة المهمةِ في الورقة البحثية، إضافة إلى ذلك يتضمّن هدف البحث، وطرائقه ونطاقه؛ النتائج والاستنتاجات وتوصيات الباحث، يختلف طول هذا الملخص باختلاف التخصُّص، إلا أنه نادراً ما يتجاوز 300 كلمة (1).
_ ملخصُ الإبراز (Highlight Abstract):
يُكتَب لجذبِ انتباه القارئ إلى البحث وإثارة اهتمامه، من خلال ملاحظاتٍ غير كاملة. ولا يكتَب كتابةً مستقلة عن الورقة البحثية، فهو ليس ملخصاً حقيقيّاً كسابقِيه، لذا؛ نادراً ما يُستخدَم في الكتابة الأكاديميّة (1).
يقرأ الملخّص عديدٌ من القُرّاء سواءً من المتخصّصين أم من غير المتخصّصين، لذا؛ يجب أن يكون الجزء الأقل تخصّصاً في الورقة البحثية (2).
فيُكتب الملخص عادةً بأسلوبٍ موضوعي (3) مباشر وباستخدامِ جملٍ موجزة وكاملة في صيغة الماضي المبنيّ للمعلوم (1).
وعلى الرغم من أنه يشكّل القسم الأول من الورقة البحثية؛ لكن يُفضَّل كتابة الملخص أخيراً بعد إتمامِ كتابة كل أقسام الورقة البحثية لأنه سيلخِّص محتواها (1,2). فينتقي الباحث في أثناء كتابته الملخص جملاً كاملة أو عباراتٍ رئيسة من كل قسم وتوضع في تسلسلٍ يلخِّص البحث، ثم يراجعها فيُضيف العبارات أو الكلمات المتصلة لجعلها مترابطة وواضحة، ويتحقق من أن المعلومات الواردة في الملخص متوافقة تماماً مع ما كتبه في أقسام الورقة الأساسية (1,3).
ومن أبرز النقاط التي لا يجب ذكرها ضمن الملخَّص:
استخدام الاختصارات والمصطلحات، أو المصطلحات غير الواضحة والمحيِّرة للقارئ أو أي نوع من الصور أو الرسوم التوضيحية أو الأشكال أو الجداول أو الإشارة إليها (1-3).
وأخيراً لا بد من الإشارة إلى ضرورة قراءة الدراسات المرجعية الشاملة والموثوقة قبل إجراء أي بحث وعدم الاكتفاء بقراءة الملخص والاستشهاد به (1).
المصادر:
2. Doumont J. Unit 2: Writing Scientific Papers - 2.1 Structuring Your Scientific Paper. In: Doumont J, ed. by. English Communication for Scientists [Internet]. Cambridge, MA, USA: Nature Publication Group Education; 2010 [updated 2014] [cited 30 December 2021]. Available from:
هنا
3. Sanganyado E. How to write an honest but effective abstract for scientific papers. Scientific African [Internet]. 2019 [cited 30 December 2021];6:e00170. Available from: هنا