ما فائدة العمل التطوعي؟
صناعة الباحثين >>>> صناعة الباحثين
كان التطوع موضع بحث عدة دراسات في مجالات مختلفة كعلم النفس الاجتماعي، وعلم الاجتماع، والسلوك التنظيمي، والصحة، والرياضة. توضّح نتائج هذه الدراسات أنّ المكسب والحافز الأهم من السلوك التطوعي هم المشاعر الإيجابية التي تتولد من مساعدة الآخرين أو التطور الذاتي في خلال هذه التجربة.
إلى جانب هذه الدوافع التي تعود بالفائدة على المتطوع، هناك عوامل نفسية ذات تأثير على السلوكيات التطوعية للفرد أيضًا، كالضغط النفسي الذي يخلق حسًّا بالمسؤولية تجاه المنظمة غير الربحية، ويمكن الاستفادة من العامل النفسي والإحساس بالمسؤولية الذي يشعر به المتطوع في تعزيز الالتزام التطوعي وتحقيق ارتباط طويل الأمد، وبذذلك؛ إطالة عمر المنظمة غير ربحية وازدياد الفوائد العائدة على المجتمع الذي يتلقّى خدماتهم.
يعرف التطوع بكونه أي نشاط يُصرَف فيه الوقت مجانًا لإفادة شخص آخر أو مجموعة أو منظّمة. وعلى ضوء هذا التعريف يمكن تقسيم السلوك التطوعي إلى نوعين؛ الأول هو (in-role)، إذ يكون النشاط التطوعي منظَّم ومتوقَّع تنفيذه مثل المهام المجدولة للمساعدة في جمع التمويل لجهة معينة، والنوع الثاني هو (extra-role) حيث يكون سلوك المساعدة عفويًّا مثل تقديم الزبائن المساعدة لزبائن آخرين وإخبارهم بمكان إيجاد منتج ما في المتجر.
تلقى العوامل المحفزة للتطوع اهتمامًا بالغًا من قبل الباحثين، وهي تقوم على القيمة التي يتوقّع الفرد اكتسابها من الانخراط بالعمل التطوعي، ومن بين هذه العوامل المحفّزة قيمة الإيثار أو المنفعة التي يقدّمها النشاط، وتشير إلى المكافآت غير الملموسة المتوقعة وهي جوهرية للعمل التطوعي، مثل مساعدة الآخرين. وتتضمن المحفزات الأخرى العوامل الاجتماعية، وتنمية الذات، والتضامن، والتفاعل مع اهتمامات المجتمع ومخاوفه. وتعبّر العوامل الاجتماعية عن المكافآت المتوقعة من التعامل مع الآخرين، في حين تعبّر تنمية الذات عن القيمة المتوقع اكتسابها عن طريق التطور الشخصي أو التنمية، مثل تطوير مهارات جديدة أو خبرة عمل جديدة، وتعبّر عوامل التضامن عن القيمة المستمدة من الإحساس بالانتماء والاستفادة من التواصل مع الآخرين، في حين يسمح التفاعل المجتمعي للمتطوِّع بأن يرد العطاء إلى مجتمعه (1).
توضّح إحدى الدراسات الدور الإيجابي لوجود المتطوعين في مجال رعاية المرضى المصابين بالخرف، إذ أدّى ذلك إلى تحسُّن تناولهم للطعام والمغذّيات التي يحتاجونها (2).
ويؤثّر مستوى التنمية الاقتصادية في البلد في دوافع التطوُّع إلى حد كبير، وبازدياد التنمية الاقتصادية تزداد دوافع الإيثار وتنمية الذات. وتبين نتائج الأبحاث أنه لا يمكن معاملة المتطوعين على أنّهم مجموعة متجانسة، إذ تختلف ردات أفعالهم واستجابتهم للتغيُّرات باختلاف دوافعهم التطوعية (4).
هل شاركت من قبل في إحدى الأعمال التطوعية؟ كيف تصف مشاركتك وما القيمة المضافة التي اكتسبتها؟
المصادر:
2. Hurst A, Coyne E, Kellett U, Needham J. Volunteers motivations and involvement in dementia care in hospitals, aged care and resident homes: An integrative review. Geriatric Nursing [Internet]. 2019 [cited 28 December 2021];40(5):478-486. Available from: هنا
3. Sloane G, Pröbstl-Haider U. Motivation for environmental volunteering - A comparison between Austria and Great Britain. Journal of Outdoor Recreation and Tourism [Internet]. 2019 [cited 28 December 2021];25:158-168. Available from: هنا
4. Ziemek S. Economic analysis of volunteers’ motivations—A cross-country study. The Journal of Socio-Economics [Internet]. 2006 [cited 28 December 2021];35(3):532-555. Available from: هنا