ما الذي يفعلُه قائد الأوركِسترا؟
الموسيقا >>>> موسيقا
إنه المشهد المألوف: رجلٌ أنيق يلوِّح بعصًا صغيرة أمام فرقة الموسيقيين؛ مُحاولًا ضبط الوحدة الإيقاعية، ولكن هل يقتصر دور قائد الأوركسترا على هذا المشهد؟
يتلقّى قائد الأوركسترا قائمة المقطوعات الموسيقية لحفلٍ أو عرض جديد، فيبدأ بتحليل هذه القطعة الموجودة بين يديه تحليلًا موسيقيًّا، وفهم رؤية المؤلف، وكل قائد أوركسترا له نظرة مختلفة لتفسير الموسيقا (1).
يلي ذلك، مرحلة التدريب مع بقية أعضاء الفرقة -التي تشمل بدورها أنواعًا عدَّة منها الأوركسترا السيمفونية و الأوبرا وأوركسترا الباليه- وتكون وظيفة القائد في هذه المرحلة إلهام وقيادة الموسيقيين نحو عروض إبداعية وتوحيد قوة الأداء؛ حيث يبدأ بتشكيل وتحديد جوانب معينة ودقيقة للأداء؛ تتضمن تفسير النغمات وأداء الجُمل الموسيقية المختلفة وتحديد لحظة أداء كُل عنصر من عناصر الأوركسترا؛ ساعيًا بذلك لتعزيز الوحدة الإيقاعية وخلق مزيج من الأصوات المتجانسة ومنه يصل إلى المتلقي مفهوم القطعة بالشكل الأجمل والأوضح (1,2).
في أثناء الأداء؛ عادةً ما يكون تواصل قائد الأوركسترا مع الموسيقييّن غير لفظي؛ حيث يشتهرون بأساليبهم المميزة في التواصل والتي عادةً ما تتم باستخدام العصا (baton)، فغالبًا يُعطي قائد الأوركسترا سُرعة الأداء (tempo) من خلال الإشارة بالعصا، كما تُستَخدم إيماءات الجذع والذراع وغالبًا ما تُستخدم اليد الأخرى (التي لا تحمل العصا) للإشارة إلى المداخل والنهايات والفروق الدقيقة ضمن الجُمل الموسيقية، كما أن لتعابير الوجه والتواصل البصري دورٌ مهم في عملية التواصل مع الأوركسترا، وتتكامل هذه التقنيات مع التوجيهات الشفهية التي تُقدَّم خلال فترة التدريبات (1-3).
تشتمل مهام قائد الأوركسترا أيضًا على الأمور الإداريّة والتنظيميّة؛ كاختيار المقطوعة الموسيقيّة المُراد تقديمها وترتيب مواقع الموسيقييّن ضمن الأوركسترا والإشراف على تجارب الأداء واختيار العازفين المنفردين، كما أنه من يتّخذ القرار بشأن البرامج الموسميّة والخاصة وجدولة التدريبات (1,2).
المصادر: