يبدأ البحث العلمي - غالبًا - بمقترَحٍ بحثي يسبقه. وقد يجد الباحث في كتابته مهمةً شاقة، تحتاج إلى تركيز أفكاره وتكوين خطة عمل للبحث، تحدِّد التزامه بالموضوع المختار، ويعدُّ الخطوة الأولى للبدء أيًا كانت التغييرات اللاحقة التي قد تطرأ على مسار البحث المخطَّطِ له (1).
يُعرَّف مقترَح البحث أنه خطة مفصلة للدراسة المُزمَع إجراؤها، ويشكّل -عند صياغته بطريقةٍ مُحكَمة- العمود الفقري للبحث وأهم خطواته؛ إذ يجب أن يُظهِر ملاءمةَ البحث لمجاله البحثي والإضافة التي قد يُحدِثها فيه (2)، فيُثبِت الحاجة إلى دراسة المشكلة البحثية المطروحة، ويُقدِّم الطرائق العملية اللازمة لإنجاز الدراسة المتوقَّعة (1)، ليكون قادرًا على إقناع لجنة التقييم بأحقيّة البحث وإمكانية إجرائه (2).
يجب -قبل البدء بكتابة مقترح البحث- تحديدُ نوعه ومعرفة الفئة المستهدَفة التي ستقرأه، فيتطلّب التحضير لكتابته تفكيرًا جادًّا في موضوع البحث، وقد يكون من المفيد مناقشة الفكرة مع مشرِف البحث أو الأقران للتأكُّد من جدوى الخطة الموضوعة.
يضمّ مقترَح البحث العناصر الأساسية جميعها في هيكلية البحث، إلى جانب المواد المناسبة التي تسمح للقارئ بتقييم صحته وفائدته المُقترَحة، وقد يساعد إعدادُ مقترَحٍ بحثيّ مُفصَّل الباحثَ لاحقًا عند كتابة بحثه، فيشكِّل نسخةً أولية من البحث النهائي، الأمر الذي يُحفِّز الباحث ليبذل الوقت الكافي في إعداد المُقترَح (1).
ما أقسام مقترَح البحث؟
العنوان (Title): يعكس العنوان صورةَ المقترَح البحثي ويكوِّن الانطباع عنه، لذا؛ يجب أن يكون جذّابًا سلسًا، يُحدِّد بوضوح هدف البحث ونطاقه بإيجازٍ ودقة، ويشمل العنوان غالبًا ثلاثة عناصر وثيقة الارتباط بأهداف البحث وهي العينة المدروسة والتدخُّل البحثي والنتيجة (1).
الملخَّص (Abstract): أوّل ما يظهر بعد العنوان فيُواِزيه في الأهمية، وآخر الأجزاء المكتوبة في آنٍ معًا، وله دورٌ رئيس جاذب تمهيديّ لقراءة البحث، ويُفضَّل أن يكون موجزًا ولا يتجاوز 200-300 كلمة ويجمع أبرز النقاط في أقسام المقترَح جميعها، ويعبّر عن فكرته الرئيسة بتسلسل وترابط (3).
الكلمات المفتاحية (Keywords): مجموعة من الكلمات أو المصطلحات المستخدَمة في الفهرسة والجدوَلة والبحث الإلكتروني في قواعد البيانات، ويجب أن تتضمن المصطلحات الأساسية التي تصف موضوع البحث (3).
المقدِّمة (Introduction) والمراجعة الأدبية (Literature review): تبرِزُ المقدِّمة أهمية البحث ومشكلته وتُبيِّن الآلية التي يعتزم الباحث انتهاجها لمعالجة هذه المشكلة، في حين تُقيِّم المراجعة الأدبية الأبحاث المنجَزة سابقًا في مجال البحث بأسلوبٍ نقديّ، وتُظهِر ثغراته لتفسير الحاجة للدراسة المقترَحة (1,2).
الأهداف والفرضيّات (Objectives and hypothesis): قد تعطي فكرة عمّا يريد الباحث تحقيقه (2)، ويجب ربط الأهداف بالفرضيات، وغالبًا ما يتساوى عددها (1).
المنهجيّة (Methodology): يجب اختيار منهجية مناسبة لمعالجة مشكلة البحث؛ لذا يُعدّ قسم المنهجية جزءًا مُهمًّا من مُقترَح البحث ومن نسخته النهائية؛ إذ يُوضِّح آلية جمع البيانات وتحليلها، ويُكتب غالبًا بصيغة المستقبل (1)، ويُربَط بأهداف البحث (2).
المواد (Materials): تشمل وصفًا واضحًا لأدوات جمع البيانات وخطة استخدامها، وتأتي أهمية هذا القسم من كونه يُتيح للباحثين الآخرين إعادة إنتاج البحث والتحقُّق من النتائج.
الطرائق (Methods): يصف الخطوات التي ستُستخدم لمعالجة مشكلة البحث ومبررات تطبيقها، ويجب دعم هذا القسم بأدلة من الأبحاث السابقة.
التحليل الإحصائي (Statical Analysis): تشمل الاختبارات الإحصائية المتوقَّع استخدامها، وكيفية تنظيم جمع البيانات.
الاستنتاج (Conclusion): يؤكّد على أهمية مقترح البحث، والفائدة المرجوّة من البحث في تعزيز المعرفة الموجودة في مجال البحث.
قائمة المراجع (References): تُحدِّد المواد التي استشهَد بها الباحث في كتابة المُقترَح، وتُثبت إجراء الباحث لمراجعة أدبيةٍ للأبحاث السابقة، وتُعزِّز وجهة نظر الباحث في بحثه (1).
في الختام، تعدُّ صياغة مُقترَحٍ بحثي جيِّد مهارةً أساسية تسهِّل قبول مشروع البحث، وكتابة نسخته النهائية أيضًا (1)؛ لذا من المفيد أن يبذل الباحث الجهد والوقت الكافي في التركيز في أثناء كتابته.
تدقيق لغوي: Amer Halimeh
المصادر:
1. Attard N. WASP (Write a Scientific Paper): Writing an academic research proposal. Early Human Development [Internet]. 2018 [cited 7 February 2022];123:39-41. Available from: هنا 2. Sudheesh K, Duggappa DR, Nethra SS. How to write a research proposal?. Indian Journal of Anaesthesia [Internet]. 2016;60(9):631-634. PMID: 27729688 PMCID: PMC5037942. Available from: هنا 3. Abdellatif M, Abdellatif R. Successful thesis proposals in architecture and urban planning. Archnet-IJAR: International Journal of Architectural Research [Internet]. 2020 [cited 9 February 2022];14(3):503-524. Available from: هنا