الحكواتي؛ أحْيَانَا بيتانِ من الشعر
اللغة العربية وآدابها >>>> الحكواتي
فقام واحدٌ منهم وأنشد قولَ امرئ القيس:
لمّا رأَتْ أنَّ الشريعة همَّها ... وأنَّ البَيَاضَ مِنْ فَرائصِها دامِي
تيمَّمتِ العينَ التي عِنْد ضَارِجٍ ... يفيْءُ عليها الظِّلُّ عَرْمَضُها طامِي (1,2)
ومعنى البيتين:
الشريعة: مَورد الماء غير المنقطع.
الفرائص: هما لحمتان عند الكتف، ترتعدان عند الخوف.
ضارج: اسم جبل.
عَرْمَض: الطحلب.
طامي: مرتفع (3).
يصف الحُمُر الوحشية في الصحراء فيقول: إنها لما أرادت أن تقصد الماء خافت على أنفسها من الرماة، وأن تدمى أكتافها من سهامهم ، فعدلت إلى جبل ضارج إلى العين التي فيه، فليس هناك رماة.
فقال القومُ لمنشِد البيت: مَن يقول هذا؟
قال: امرؤ القيس.
فقالوا: والله ما كذب، فمشوا على الركب إلى جبل ضارج، فإذا هو كما وصفه امرؤ القيس، فشربوا منه ولولا ذلك لهلكوا (1).
وصاروا يقولون: أحْيانَا بيتان من شعرِ امرئ القيس (1).
المصادر:
1. ابن قتيبة الدِّينَوَرِيُّ عبد الله بن عبد المجيد. الشعر والشعراء. ط4. القاهرة، مصر: دار الحديث؛ 1998. ص 111-126.
2. ابن حجر بن الحارث امرؤ القيس. ديوان امرئ القيس. تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم. ط2. القاهرة، مصر: دار المعارف؛ 1958. ص405.
3. ابن منظور محمد بن مكرم. لسان العرب. ط4. بيروت: دار صادر؛ 2005. جذر: شَرَعَ، فَرصَ، ضرج، عَرْمَضَ، طَميَ.