يعاني كثيرٌ من البشر فشلًا في أعضائهم نتيجةَ حوادث السير أو حوادث العمل أو حتى نتيجةَ حالاتٍ مرضية عديدة.
تزايدت أعداد المحتاجين إلى أعضاء جديدة بمرور الزمن. ومع تناقص عدد المتبرعين قرّر الباحثون والجرّاحون البحثَ عن مصدرٍ وفير وخالٍ من العقبات ليكون بديلًا للبشر، وذلك لتغطية عوز الأعضاء؛ فتوجّهوا للحيوانات، ووجدوا أنّ الخنزير أكثر الحيوانات الملائمة لنقل الأعضاء.
ولكن؛ لماذا الخنزير؟
من المعروف أنّ التشابه الجيني عالٍ جدًّا بين الإنسان وحيوان الخنزير؛ مما يوفّر توافقًا أعلى من ناحية أداء العضو ووظيفته وحجمه، إضافة إلى سهولة توالد الخنزير وتوفره في أنحاء العالم، وقلة وقت المحتاج للوصول إلى أعضاء ناضجة جاهزة للزراعة مقارنةً بغيره، وقصر فترة الحمل، والعدد الكبير الناتج عند الولادة والذي يتراوح بين 5 إلى 12 خنزيرًا عند كل حمل؛ ذلك كله كان سببًا لتوجه الأبحاث وتركيزها على الخنازير ووصفها الخيار الأفضل.
فما فائدة هذه الأبحاث؟ وكيف ستساعدنا على تجاوز المشكلات الصحية؟
أولًا: سيتوفر لدينا مصدرٌ غير منتهٍ من الأعضاء المتبرعة، وستكون الأعضاء متوفرة بانتقاء وجاهزة عند الحاجة إليها، وهذه نقطة مهمة؛ فكلما كان نقل العضو أسرع كلما زاد معدل نجاة المريض.
ثانيًا: يحمل نقل الأعضاء البشرية من الجثث الميتة تأثيراتٍ سلبية في المُستقبِل للعضو، فعند موت الدماغ يرتفع ضغط الدم في الجسم على نحو حاد، ويؤدي ذلك إلى تخريب القلب والكليتين وتدميرهما؛ مما يؤثر سلبًا في أداء العضو بعد النقل. أما عند استخدام عضو الخنزير سيكون هذا مُجتنبًا بما أنّ العضو سيكون مأخوذًا من خنزير بصحة جيدة.