الفُسيفساء (Mosaic)؛ سحرُ التفاصيل في خلقِ الجمال
إنستغرام >>>> منـوعـات
إنّ الإكثار من التفاصيل في خلقِ جمالٍ لا تشبع من رؤيته العين هو أهم ما يميّز هذا الفن.
نرى فيه الدقة والجمال في آن معاً، وتتلخص تقنيّته برصفِ عدد من قطعٍ صغيرة من الحجرِ الملوّنِ أو الزّجاجِ أو السيراميك ولصقها بعضها مع بعض مشكِّلةً تُحفةً مُعتّقة.
كذلك يُعدُّ هذا الفن مصدرًا مهمًّا لكشف ماضي الشعوب قديمًا؛ فهو فن عريق ومنتشر على نحو كبير عبر الحضارات المختلفة، يقوم على صُنع لوحة فنّية بدءًا من قطع صغيرة.
تخبرنا الأدلّة التاريخيّة بأنَّ أصول هذا الفن وبداياته تعود إلى الألفيّة الثالثة قبل الميلاد للمنطقة الجنوبية من بلاد ما بين النّهرين (العراق).
في القرن الرابع حتى عصر النّهضة؛ ظهرتْ الفسيفساء في البازيليكا الكاثوليكية عن طريق إيطاليا. وقد زيّنت هذه الأعمال -الزجاجيّة الأثريّة- السقوفَ والأرضيّات وصوّرت صورًا للقدّيسين والشخصيات الدينية.
وفي الفن البيزنطي وصلت إلى أعلى مراحل ازدهارها وتقنيّاتها؛ إذ زيّن الحرفيّون واجهات المعابد والقصور مستعملين قِطعًا لأوراق الذهب المتلألئة.
كذلك تطوّر إنتاج الفسيفساء الرومانيّ في سورية القديمة مباشرةً من التقاليد اليونانية السابقة؛ إذ قلَّدت الفسيفساء المصوّرة (التفصيليّة) اللوحات الجدارية.
ومن الجدير بالذكر أن الفسيفساء تُعدّ عنصرًا أساسيًّا في العمارة الإسلامية، فهي غالبًا ما تتميّز بأشكالٍ هندسية متكررة وألوانٍ زاهية وأنماطٍ مزخرفة تَظهرُ داخل المباني وعلى واجهاتها.
وأنت أيها القارئ العزيز؛ هل تستطيع إخبارنا عن أكبر لوحة فسيفساء في العالم؟ وعن مكانها ومساحتها؟
حرر من مقالنا: هنا