سلفادور دالي ولوحة الصلب
الفنون البصرية >>>> سلسلة لوحة في لمحة
لوحتنا لهذا الأسبوع هي لوحة الصلب (Crucifixion) للفنان سلفادور دالي (Salvador Dali). ينتمي الفنان إلى المدرسة السرياليّة (Surrealism)، وهي حركة أدبيّة وفلسفيّة وفنيّة بدأت في القرن العشرين مشجعةً على الشاعريّة والثوريّة واللاعقلانيّة، والتوازن بين الرؤية العقلانيّة للحياة والأحلام وقوة اللاوعي، يرى الفنانون السرياليّون الجمال والسحر في كل ما هو غريب وغير متوقع وغير تقليدي، ويكمن الهدف الأساسي من أعمالهم في تحدي القيم والأعراف المفروضة، والبحث عن الحرية (1).
تطمح الحركة السرياليّة إلى تحرير العقل وتحرير التعابير الفنية أيضًا، إضافةً إلى السعي نحو التحرر السياسي، لذلك انخرط العديد من الفنانين السرياليّين في النشاط السياسي، فأدت الأفكار التحرّرية التي شجّعتها السرياليّة إلى اعتبار هذه الحركة أسلوب حياة (1).
ولد سلفادور دالي دومينيك Salvador Dali Domenech في 11 أيار عام 1904 في Figueres في إسبانيا، أمضى عدة فترات من عام 1916 في الضواحي وتحديدًا في عزبة عائلة Pichot وهي عائلة من المثقفين والفنانين، وهناك من خلال المجموعة الفنية المقتناة من قبل الفنان Ramon Pichot؛ اكتشف دالي المدرسة الانطباعيّة (2).
انتقل عام 1920 إلى مدريد لدراسة الرسم في مدرسة الفنون الجميلة، وفي عام 1922 كانت بداية مشاركته في المعارض الفنية المختلفة (2).
في بداية الثلاثينيّات، وضع دالي أولى لوحاته الانطباعيّة متأثرًا بعديد من الحركات الفنية السابقة، بعدها أوجد دالي أسلوبه الفني الخاص، وشكّل التعبير الذي رافقه فيما بعد، واندمج بالسرياليّة التي ميّزت مسيرته الفنية (2).
تميزت فترة الأربعينيّات بتعامله مع المواضيع الدينية المرتبطة بالتقدم العلمي في العصر، وأولى اهتمامًا خاصًّا بالأمور المتعلقة بالاندماج والانشطار النووي، أما اهتمامه بالبعد الثالث فقد ازداد عام 1969 وقام بإدخاله في لوحاته بهدف توفير إحساس بالمساحة والفراغ للمشاهد (2).
عيّن ملك إسبانيا خوان كارلوس الأول عام 1982 سلفادور دالي ماركيزًا على مدينة Pubol، وذلك بعد وفاة زوجته Gala وأقام في قلعتها، وبعد نشوب حريق فيها عام 1984 عاد إلى Figueres حيث بقي فيها حتى وفاته في 23 كانون الثاني عام 1989 (2).
استخدم دالي نظريته عن "التصوّف النووي" (3)، إذ اعتقد أن النظريات التي تقوم على الفيزياء والبيولوجيا الجزيئية بإمكانها أن تكشف بعض الأسرار الدينية، ومن هنا ابتكر هذا المصطلح عام 1950 لوصف مرحلة جديدة من أعماله (4).
في لوحة Crucifixion نرى صليب السيد المسيح مرتفعًا عن مستوى الأرض بشكل هندسي متعدد الأبعاد، وعليه جسد السيد المسيح المصلوب معافًى ورشيقًا دون أي أثر للتعذيب، ونرى أيضًا اختفاء إكليل الشوك والمسامير المثبّتة للجسد، ويصوّر دالي في هذه اللوحة زوجته Gala واقفةً بخشوع وتعبّد أمام الصليب شاهدةً على الانتصار الروحي للسيد المسيح على الأذى الجسدي والمادي (3).
وقد أدخل دالي في هذه اللوحة عددًا من العناصر التخيلية أيضًا كما في أعماله السرياليّة الأولى، منها الأجسام الطافية، والفراغ الواسع، والأرضية في اللوحة المتمثلة برقعة الشطرنج (3).
اسم اللوحة: الصلب Crucifixion (Corpus Hypercubus)
تاريخ رسم اللوحة: 1954 (3)
أبعادها: (194.3 × 123.8 ) cm
خامتها: زيتي على القماش (3)
اسم الفنان: سلفادور دالي Salvador Dali
جنسيته: إسباني (2)
المدرسة الفنية: السرياليّة (2)
تاريخ ميلاده و وفاته: 1904-1989 (2).
المصادر: