هل تتمكن مجرّد أغنية من إيصال الإنسان إلى مرحلة النشوة؟
الموسيقا >>>> الموسيقا والطب
إنّ فهمَ كيفية ترجمة الدماغ لتسلسلٍ منظمٍ من الأصوات، كالموسيقا وتحويلها إلى تجربةٍ من المتعة والنشوة يعدُّ سؤالًا رائعًا على الرغم من أنه ما زال في المنطقة الرمادية للعلم (1,2).
التفسير الأكثر إثارةً للاهتمام هو تأثير الاستماع إلى بعض أنواع الموسيقا خاصةً موسيقا الروك والجاز في نظام المكافأة في الجسم، فقد أظهرت دراسات أُجريت باستخدام (التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني - PET scan)، دُرس فيها الآلية العصبية التي يستجيب فيها الجسم إلى الموسيقا، وتبيّن أن هذه النشوة مرتبطة بارتفاع مستويات الدوبامين المترافق مع تغيرات في تدفق الدم إلى الدماغ ومعدل ضربات القلب؛ إذ يصفها البعض على أنها شعور بالقشعريرة أو رعشةٌ برقيةٌ تصعد من أسفل العمود الفقري إلى أعلى الرأس (1,3).
من الملفت أن نشير إلى أحد المفاهيم الحديثة في هذا المجال وهو (Binaural beats) أو ما يُعرف تجاوزًا بالمخدرات الرقمية، وهي ظاهرة سمعية أو تصور يختلقه دماغك عندما تستمع إلى نغمتين بترددين مختلفين، الأولى بأذنك اليسرى والأخرى باليمنى، مثلًا إذا كان تردد النغمة في أحد الأذنين 300 Hz والنغمة في الأذن الأخرى 310 Hz سوف يختلق دماغك تصورًا لنغمة إضافية هي 10 Hz التي من شأنها التأثير في مناطق الدماغ العميقة وخلق هالةٍ من السكينة والبهجة. تعدُّ هذه التقنية أملًا واعدًا في مجال علاج بعض الأمراض العقلية وضعف الذاكرة (4).
ومع هذه التفسيرات وأنه يكمن جمال الموسيقا بالمشاعر التي ترافقها. هل شعرتم من قبل بنشوةٍ نتيجة الاستماع إلى الموسيقا؟ وما الموسيقا التي كنتم تستمعون لها؟
المصادر: