الانتقال إلى الطاقات المتجددة والتحديات الجيوسياسية
الجغرافيا البشرية والعلوم الإقليمية >>>> الجغرافيا السياسية
إن كنَّا نريد منع الاحتباس الحراري من الارتفاع فوق 1.5 درجة مئوية، سيتوجَّب علينا إنتاج طاقة خالية من الانبعاثات بنسبة 80% من إجمالي الطاقات المنتجة بحلول العام 2030م و100% بحلول العام 2050م، ويجب تحقيق قسمٍ كبيرٍ من ذلك عن طريق زيادة استخدام الطاقات المتجددة، ولكن ماذا عن الآثار الجيوسياسية؟
يرى قسمٌ من الباحثين أنَّ اعتماد العالم في معظم طاقته على مصادر متجددة لن يقلِّل من الصراعات التي نشهدها الآن في عصر الوقود الأحفوري؛ إذ يتوقعون أنَّ مصادر الطاقة المتجددة ستسبِّب أنواع النزاعات نفسها التي يسبِّبها الوقود الأحفوري، أو ستؤدي إلى نزاعات جديدة لكنَّها لا تقلُّ شِدّة. في المقابل، يرى القسم الآخر من الباحثين أنَّ اعتماد العالم في معظم طاقته على مصادر متجددة سيقلِّل النزاعات والتوترات الجيوسياسية؛ إذ يؤكِّدون أنَّه من الصعب التحكم في الطاقة المتجدِّدة أو قطع إمدادها أو التلاعب بأسعارها مقارنةً مع الوقود الأحفوري، ويعتقد أصحاب هذا الرأي أنَّ الطاقات المتجدِّدة يصعب التلاعب بها أكثر من الوقود الأحفوري، فهي أقل تركُّزًا وتتوزَّع جغرافيًّا بتساوٍ أكثر (1).
ومن الجدير بالذكر أنَّ صناعة الطاقة النظيفة تلزمها مواد رئيسية تُسمَّى (Critical materials) أو المواد الخام الحرجة (2)، وبعض المعادن مثل الفلزَّات الأرضية النادرة (Rare earth materials)، باختلاف توزُّعها الجغرافي (3).
في كلِّ الأحوال، يتوقَّع الباحثون أن تختلف الجغرافيا السياسية للطاقات المتجددة عن تلك الخاصة بالوقود الأحفوري، سواءً أدَّت إلى زيادة السلام العالمي أم لا، وبالنظر إلى التوترات التي من المتوقَّع أن تخفِّفها الطاقات المتجددة والتحديات الجديدة التي من المُحتمل أن تخلقها؛ يشير الباحثون إلى أنَّ مخاوف أمن الطاقة ستنتقل عمومًا من التركيز الإستراتيجي على موارد الطاقة إلى التركيز على توزيع الطاقة، في حين سيشهد توليد الطاقة تحديات جديدة تحل محل القديمة، منها على سبيل المثال توفير المواد الخام الحرجة (1).
فهل تعتقدون أنَّنا يمكن أن نشهد نزاعات في المستقبل بسبب الطاقات المتجددة؟ أم أنَّها ستكون سببًا لزيادة السلام في العالم، وخاصةً أنَّها تخدم غايةً مهمة في النهاية وهي مقاومة التغير المناخي؟
لتفاصيل أكثر يمكنكم قرأة مقالنا عبر الرابط الآتي:هنا
المصادر: