الأمم المتحدة في ذكرى تأسيسها ومنتصف الطريق نحو أهداف أجندة 2030
الجغرافيا البشرية والعلوم الإقليمية >>>> منوعات جغرافية
مع اقتراب نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت الآمال معقودة على إيجاد كيان يحافظ على الأمن والسلام ويمنع نشوب حرب عالمية جديدة، وبهذه الرؤية قبل ثمانية وسبعين عامًا، استضافت دار الأوبرا في سان فرانسيسكو ممثلين عن 50 دولة لبدء المباحثات التي أسفرت عن صياغة وتوقيع ميثاق الأمم المتحدة.
وبعد تصديق غالبية الدول، نشأت الأمم المتحدة في 24 تشرين الأول (أكتوبر) عام 1945م منظمةً دوليةً بهدف منع نشوب حربٍ عالميةٍ جديدة ومن أجل الحفاظ على السلام (1).
تُدعى الدول التي حضرت ووقَّعت الميثاق بالدول المؤسسة، وكانت من بينها سورية والعراق ولبنان ومصر(2)، وكانت الصين أول دولةٍ توقِّع على الميثاق (3).
سَلَفَت الأمم المتحدة "عُصبة الأمم" التي أُنشِئت بعد الحرب العالمية الأولى عقب معاهدة فرساي لتعزيز التعاون الدولي وتحقيق السلم والأمن الدوليين (4)، لكن لا توجد علاقة رسمية بين الاثنتين (5)، ويتمحور عمل الأمم المتحدة حول الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، وتقديم المساعدات الإنسانية، وحماية حقوق الإنسان، والتمسُّك بالقانون الدولي (1)، وبُعيد الرؤية التي وُضِعت للأمم المتحدة في العام 1945م، تبنَّت جميع الدول الأعضاء في العام 2015م خطةً للتنمية المستدامة بهدف الوصول الى مستقبلٍ أفضل ومستدام للجميع بحلول العام 2030م (1,6).
جاءت هذه الخطة في أهداف أجندة 2030م بنظرة أكثر شمولية من الأهداف الإنمائية للألفية؛ التي وُضِعت في العام 2000م (7)، وتتضمن أهداف التنمية المستدامة 17 هدفًا مع 169 هدف جزئي مرتبط بها، متكاملة وغير قابلة للتجزئة (6)، وتُعدُّ هذه الأهداف نداءً عالميًّا للعمل لإنهاء الفقر وحماية الكوكب وتحسين الحياة والآفاق للجميع (7). (يمكنم مراجعة الأهداف وتفاصيلها عبر أعمالنا السابقة وفق الروابط الآتية:
هنا
هنا
وبينما نقف اليوم في منتصف الطريق نحو 2030م، دقَّ تقرير الأمين العام عن التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة ناقوس الخطر من أجل العمل والحفاظ على المبدأ الأساسي "لا نترك أحدًا وراءنا" محذِّرًا بأنَّ 15 % فقط من الأهداف تسير على المسار الصحيح حاليًّا، ومذكِّرًا في الوقت نفسه بأنَّه من الممكن إنجاز عملٍ أفضل (8).
جاء في تقرير العام 2023م أنَّه وفي ظلِّ الاتجاهات الحالية، سيظلُّ 575 مليون شخص يعيشون في فقرٍ مدقعٍ في العام 2030م، وأنّه بالطريقة التي تسير بها الأمور، لن يتمكن سوى ثلث البلدان فقط من تحقيق الهدف المتمثِّل في خفض مستويات الفقر إلى النصف، وسنحتاج 286 عام لسدِّ الفجوة الجندرية في الحماية القانونية وإزالة القوانين التمييزية، أمَّا على الجانب المشرق، فقد أضاء التقرير أنَّه ما زال من الممكن تحقيق هذه الأهداف عن طريق تسريع العمل في السنوات المتبقية والتركيز على الإجراءات العاجلة التي أوضحها التقرير؛ "لا توجد أعذار لعدم الطموح، فلم يسبق لنا أن حصلنا على مثل هذه الوفرة من المعرفة والتكنولوجيا والموارد اللازمة للنجاح في القضاء على الفقر وإنقاذ الكوكب، ولم يسبق لنا أن تحمَّلنا مثل هذه المسؤولية للتمحور حول مجموعة جريئة من الإجراءات" (8).
فما رأيكم؟ هل تعتقدون أننا سنتكمن فعلًا من تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي خطَّتها الأمم المتحدة؟
المصادر:
2. UN Membership: Founding Members [Internet]. United Nations. 2023 [cited 15 October 2023]. Available from: هنا
3. The Yearbook of the United Nations: Part 1: Origin and Evolution [Internet]. United Nations; [cited 2023 Oct 15]. 1946-1947 p 33. Available from: هنا
4. Predecessor: The League of Nations [Internet]. United Nations. [cited 15 October 2023]. Available from: هنا
5. Transition to the United Nations [Internet]. UN GENEVA. [cited 15 October 2023]. Available from: هنا
6. General Assembly Resolution A/RES/70/1. Transforming Our World, the 2030 Agenda for Sustainable Development [Internet]. United Nations; 2015 [cited 2023 Oct 15]. p 35. Available from: هنا
7. The Sustainable Development Agenda [Internet]. United Nations. [cited 15 October 2023]. Available from: هنا
8. The Sustainable Development Goals Report 2023: Special edition [Internet]. United Nations; 2023 [cited 2023 Oct 15]. p 80. Available from: هنا