الطفل والتنمُّر في المدرسة: بين الجَلَّاد والضحيَّة
التعليم واللغات >>>> التربية والتعليم
يبدأ معظم الأطفال الصغار تفاعلاتهم مع أقرانهم في مرحلة ما قبل المدرسة ورياض الأطفال. لذا يمكننا القول بأن السياق التعليمي يُمثِّل الاحتكاكَ الاجتماعي الأول للأطفال مع العالم الخارجي بمنأى عن أهلهم (1).
تُشير الدراساتُ إلى أنه عادةً ما يكون لدى المتنمِّرين فرطًا في النشاط أو يكونون مندفعين ويُعانون رفضًا من زملائهم وصعوباتٍ في دراساتهم الأكاديمية أو أنَّ بيئاتهم المنزلية صادمة ومؤلمة وصارمة (1).
كذلك أشارت بعضُ الدراسات إلى أن المتنمِّرين يتمتعون بالذكاء الاجتماعي؛ وبذلك فإنهم يتمتعون بمكانة عالية وبعضوية اجتماعية مُهمَّة بين أقرانهم (1).
وأيضًا يبدو أن الوقوع ضحيَّة المتنمِّرين يرتبط كثيرًا بمستويات تدني احترامَ الذات وأسباب ناتجة عن ضعف الرفاه النفسي والتكيُّف الاجتماعي وبمستويات عالية من الضيق النفسي (3).
ومن المهم أن نذكر أنه عادةً ما يميل الأطفالُ الذين كانوا ضحايا المتنمِّرين والذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 7 سنوات، إلى عدم التكيُّف في خلال المرحلة المبكرة من أعوامهم الدراسية (1).
هناك أدوار جانبية يُشارك فيها الأطفال على نحو غير مباشر في حالات التنمُّر في مرحلة ما قبل المدرسة (رياض الأطفال)، وتتمثَّل هذه الأدوار أو الوظائف بـ:
1. المساعدين؛ وهم أولئك الذين يساعدون المتنمِّرين.
2. المُعزِّزين الذين يُقدِّمون ردودَ فعل إيجابية للمتنمِّر.
3. الحُماة (المُدافعين)؛ وهم الأطفال الذين يدعمون زملاءَهم الضحايا.
3.الدُخلاء؛ وهُم الأطفال غير المنخرطين بالأمر ولكنهم يُشجِّعون المتنمِّرين دون قناعة.
نستطيع أن نرى أنَّ الأطفال الذين يؤدون أدوارًا مؤيدة للتنمِّر تكون وجهة نظرهم أكثر إيجابية تجاه التنمُّر؛ وكذلك لا يشعرون بالضحايا.
يُمثِّل فهمُ الوظائف المختلفة التي يؤديها الأطفال الصغار في المواقف التي يتعرَّض الآخرين فيها للتنمِّر أهميةً قصوى من أجل وضع برامج الوقاية من التنمِّر موضع التنفيذ في سن مبكرة (1).
للتنمر نتائج سلبية على الصحة العقلية، ويمكن تحديد أربع فئات من الحالات الصحية السلبية:
1. تدني الصحة النفسية: يشمل ذلك الحالات الذهنية، مثل التعاسة العامة وتدني احترام الذات ومشاعر الغضب والحزن.
2. ضعف التكيُّف الاجتماعي الذي يتضمن عادةً مشاعر النفور تجاه بيئة الفرد الاجتماعية التي تظهر عن طريق التعبير عن كراهية المدرسة أو مكان العمل، والشعور بالوحدة والعزلة والتغيب.
3. الضيق النفسي: ويعدُّ هذا أكثر خطورة من الفئتين الأوليتين؛ ويتضمن مستويات عالية من القلق والاكتئاب والتفكير الانتحاري.
4. المرض الجسدي: وهنا تظهر علامات واضحة على الاضطراب الجسدي والأمراض الصحيَّة (3).
وعلى الرغم من اختلاف درجات الشدَّة؛ فإنه يمكن لأي مدرسة أن تتوقَّع حدوث التنمر.
وإن نشرَ الوعي الوطني فيما يخصُّ تفشي التنمُّر في المدارس يمكِّن المدارسَ من الاعتراف بالمشكلة دون الحُكم على مدرسة ما بأنها مدرسة سيئة، ويدفع ذلك أولياءَ الأمور والمدارس والسلطات التعليمية وفي بعض الأحيان الحكومات إلى اتخاذ خطوات فعَّالة للحدِّ من حدوثه (2)؛ الأمر الذي يُساعد في اكتساب المهارات الاجتماعية والعاطفية التي تُفيد الأطفال في تجنُّب السلوكيات التي تنطوي على التنمُّر وتسمح لهم بتكوين ركيزة ثابتة لتنمية العلاقات الاجتماعية (1).
إعداد: Mohammed K. Mohammed
المصادر: