كشمير.. نزاعٌ يأبى الخمول
الجغرافيا البشرية والعلوم الإقليمية >>>> الجغرافيا السياسية
تشكِّل منطقة كشمير واديًا تزيد مساحته على 220 ألف كيلومتر مربع يقع بين جبال الهيمالايا وجبال كاراكورام، ويُعد صراع كشمير بين الهند وباكستان أحد أكثر القضايا الجيوسياسية ديمومةً وإثارةً للجدل في جنوب آسيا (1)، وتعود جذور النزاع بين البلدين حول المنطقة إلى تقسيم شبه القارة الهندية بين الهند وباكستان في العام 1947م إبان رحيل الاستعمار البريطاني (1, 2)، ومنذ ذلك الحين، اتَّسم الصراع في كشمير بدائرة من العنف وعدم الاستقرار السياسي والإخفاقات الدبلوماسية، إضافةً إلى خطر اشتعال حرب نووية بين البلدين (1)؛ إذ خاضت الجارتان المسلحتان نوويًّا في جنوب آسيا أربع حروب منذ العام 1947م وشهدتا العديد من الأزمات والمواجهات العسكرية، وكانت قضية كشمير في قلب واحدة من أكثر النزاعات العصية عن الحل في التاريخ الحديث المعاصر (3)، والمصدر الرئيسي للتوتر بين البلدين (2).
تسيطر كلٌّ من الهند وباكستان على جزء من ولاية جامو وكشمير، المقسَّمة على طول خط السيطرة الفاصل (2)، وقد اندلع صراع كشمير تاريخيًّا عندما اضطرت إمارة جامو وكشمير عام 1947م إلى اتخاذ قرار بشأن الانضمام إلى الهند أو باكستان؛ وقرَّر حاكم الولاية آنذاك -المهراجا هاري سينغ- البقاء على الحياد، لكنَّ غزو القوات القبلية القادمة من باكستان دفعه إلى الانضمام إلى الهند. تدخَّلت الأمم المتحدة، وأُعلن وقف إطلاق النار، ممَّا أدَّى إلى إنشاء خط السيطرة الذي يقسم المنطقة إلى جامو وكشمير الخاضعة للإدارة الهندية وأزاد جامو وكشمير الخاضعة للإدارة الباكستانية، ومنذ ذلك الحين ظلَّ صراع كشمير دون حل؛ إذ اشتبكت الهند وباكستان على المنطقة مرات عدة، بما في ذلك حربي 1965م و1971م وصراع عام 1999م (1).
إضافةً إلى ذلك، أعلنت حكومة الهند رسميًّا وباستمرار أنَّ كشمير جزء لا يتجزأ من الهند، ومع ذلك تتهم باكستان الهند بحصولها على كشمير عن طريق "الاحتيال والعنف"، ونادرًا ما قُدِّمت أية تنازلات من هذه الآراء المتعارضة على مدى السنوات السبعين الماضية، ممَّا أدى إلى المزيد من العنف والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في المنطقة (2).
عانى الشعب الكشميري من الإصابات والتعذيب والقتل، ليس نتيجةً للقتال بين الهند وباكستان، بل نتيجةً لحركات التمرُّد الانفصالية ورد الفعل العسكري الهندي عليها، لذلك تأثَّرت بهذا النزاع حياة الملايين من الناس في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية (3).
علاوةً على ذلك، فإنَّ الاستفتاء الذي وعدت به الأمم المتحدة الشعب الكشميري لتقرير مستقبله السياسي لم يجر قط، وفي حين ناضل شعب كشمير من أجل حق تقرير المصير ليقرر مستقبله السياسي، ظلَّت حقوق الإنسان الخاصة به تُنتهك باستمرار (2).
فهل تعتقد بإمكانية وصول الأطراف المتنازعة إلى حلٍّ يمنح الاستقرار والسلام إلى منطقة كشمير وشعبها؟ وما الطرق الممكنة لتحقيق ذلك؟
المصادر: