الوجه الآخر للتبرُّع بالدم!
الطب >>>> حملة التبرع بالدم
لى الرغم من أنَّ التَّبرُّع بالدَّم يمثِّل أحد القيم الإنسانيَّة السَّامية لما يحمله من عديد من الفوائد الَّتي على رأسها إنقاذ الآخرين من الموت، فإنَّه من الضَّروريِّ أن نأخذ في الحسبان النتائج والآثار المُترتِّبة لعمليَّة التبرُّع على المُتبرِّع Donor أيضاً. 1- Rudokaite J, Ong LLS, Onal Ertugrul I, Janssen MP, Huis In ’t Veld EMJ. Predicting vasovagal reactions to needles with anticipatory facial temperature profiles. Sci. Rep [Internet]. 2023 [cited 2025 Jan 15]; 13(1):9667. Available from: هنا
لم تتناول الدراسات المنشورة موضوع الآثار الجانبيَّة والاختلاطات بعيدة المدى لعمليَّة التَّبرُّع بالدَّم، إذ ركَّزت غالبيَّتها في المقام الأوَّل على موضوع المضاعفات قريبة المدى لهذه العمليَّة، فيبرُز (المنعكس الوعائيُّ المُبهميُّ - Vaso-Vagal Reflex) المُتمثِّل بالغياب العابر عن الوعي نتيجة انخفاض الضغط التالي لارتكاس عصبيِّ يتواسطه العصب المُبهم بصفته أشيع هذه المُضاعفات. قد يسبِّب هذا المنعكس ضعفًا جسديًّا كبيرًا يظهرُ بصورة غيابٍ عن الوعي في أثناء جلسة التَّبرع أو بعدها، ويجبُ الانتباه إليه عند تكرار التَّبرُّع (1,2,3).
وقد بحثت إحدى الدراسات في العوامل الممكن استخدامها للتَّنبؤ بإمكانيَّة تطوُّر هذا المنعكس عند بعض الأشخاص، فتبيّن أنَّ درجة حرارة وجه المُتبرِّعين -التي تُقاس قبل التَّبرع- قد تكون قادرة على التنبؤ بمن سيعاني المنعكس الوعائيُّ المُبهميُّ في أثناء عملية التبرع، وهذا يشير إلى أنَّ بعض المُتبرِّعين قد يكونون أكثر عرضةً من غيرهم لتطوير هذا النَّوع من المضاعفات حتى قبل بدء عمليَّة التَّبرُّع (1).
ووجَدت دراسةٌ أخرى أنَّ التَّبرع بـ 200 مل من الدَّم يؤدِّي إلى انخفاضٍ كبيرٍ في (الضَّغط داخل العين - Intra-Ocular Pressure) وذلك بعد 24 ساعةٍ من التَّبرُّع، إذ إنَّ قيمة هذا الضَّغط مرتبطةٌ بقيمة الضغط الدَّموي الانقباضي، لكن لم تكشف هذه الدِّراسة إذا ما كان هناك تغييرات كبيرة في حدة البصر أو سمك الشبكية أو تدفق الدم في الشبكية و المشيمية (4).
فيما يخص التَّأثيرات الدَّمويَّة، فقد لُوحِظ أنَّ تكرار التَّبرُّع بالبلازما بمعدَّلٍ عالٍ جدًا -مرَّتين في الأسبوع- يؤدّي إلى انخفاض مستويات كريَّات الدَّم الحمر والهيموغلوبين والهيماتوكريت، في حين أنه يترافق من جهةٍ أخرى مع ازديادٍ ملحوظٍ في تعداد الخلايا الشَّبكيَّة على مدى 3 أشهرٍ بعد التَّبرُّع. بالتالي فإنَّ تكرار التَّبرُّع بالبلازما بمعدَّلٍ عالٍ أو عالٍ جدًا يؤدِّي إلى انخفاض مستويات الفيريتين إضافة إلى الغلوبولينات المناعية بعد 1.5 و3 أشهرٍ (5).
ختامًا؛ فإنَه وعلى الرُّغم من أنَّ التَّبرُّع بالدَّم آمنٌ عمومًا، إلَّا أنَّ الآثار الجانبيَّة في الفترة القريبة التالية للتَّبرُّع ممكنة المُصادفة، وقد تشملَ كُلًا من الارتكاسات الوعائيَّة العصبيَّة، والتَّغيُّرات في الضَّغط داخل العين فضلًا عن التغيُّرات ضمن تركيب المُكوِّنات الدَّمويَّة الَّتي تشاهد أكثر وضوحًا مع التَّبرُّع المُتكرر. مع ذلك، تبقى المُضاعفات الخطيرة نادرة المُصادفة.
المصادر:
2- Sorensen BS, Johnsen SP, Jorgensen J. Complications related to blood donation: a population-based study. Vox Sang [Internet]. 2008 [Cited 2025 Jan 15];94(2):132–7. Available from: هنا;
3- Jeanmonod R, Sahni D, Silberman. M. Vasovagal Episode. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2025. [cited 2025 Jan 15, updated 2023 Jul 17]. Available from: هنا
4- Yu M, Sun X, Zeng F, Gao X, Li Z, Yuan G, et al. The short-term effects of blood donation on the ocular parameters including blood flow of the retina and choroid in healthy people using OCT- angiography. BMC Ophthalmol [Internet]. 2023 [cited 2025 Jan 15];23(1):259. Available from: هنا;
5- Mortier A, Khoudary J, van Dooslaer de Ten Ryen S, Lannoy C, Benoit N, Antoine N, et al. Effects of plasmapheresis frequency on health status and exercise performance in men: A randomized controlled trial. Vox Sang [Internet]. 2024 [cited 2025 Jan 15];119(2):134–43. Available from: هنا;