نحو فهمٍ جديدٍ للتاريخ؛ مراجعة كتاب: محاولة لفهم التاريخ
كتاب >>>> الكتب الأدبية والفكرية
كتابٌ نافعٌ وثري بالمعارف والروابط القوية بينها لفهم سيرورة التاريخ وطبيعة الحاضر، ويتمحور حول كون التاريخ عمليةً مستمرةً من مراكمة المعارف المادية عن علاقة الإنسان مع بيئته، والأيديولوجيات الدافعة إلى إنشاء الحضارات وتوسيع الثقافات، وأنَّ الفهم الضيق الذي يقتصر على وجه واحد من أوجه النشاط الإنساني لفهم التاريخ والحاضر، هو فهمٌ قاصرٌ للحقيقة شبه الواضحة.
يتحدث (علي الجرباوي - 1954)، المُحاضر في جامعة بيرزيت والوزير الفلسطيني السابق، عن معالم حاضر اليوم والأيديولوجيات السائدة، وعن جبال المعارف والتقنيات التي تدعمها، في محاولة منه لنفي عملية "بتر التاريخ" عن حداثة اليوم، وإظهار "تدحرجه" ضمن صيروراته المتعاقبة، في إشارات شتى إلى التلاقح المعرفي والثقافي، الذي أدى في كل مرة إلى نشوء حضارة جديدة في الشرق أو الغرب.
ثم يتناول ماهية الحضارة ونشوئها ومراحلها، لرسم صورة كاملة للعوامل الفنية والمعرفية والأيديولوجية التي تسهم في نشوئها أو موتها، ويطرح أمثلةً عن عديد من الحضارات التي نشأت في جو من التلاقح الفكري الضروري، ويتحدث عن حضارة القطب الواحد، ودور العرب في تاريخ اليوم، مشيرًا إلى أن السبب الرئيس للتخلف العربي، الانفصام الذي يعيشه ضمن "الموافقة" بين أصولياته التي تجذبه إلى الخلف، و"حداثيته" التي تجذبه إلى الأمام، دون أن يكون لأي منهما أيديولوجية نافعة، وحقيقية تدفعهما إلى رؤية الصورة الكاملة لوضعهم المتخلف، ومحاولة تصحيح جوهره.
المصدر:
اسم الكتاب: محاولة لفهم التاريخ: المعرفة، الأيديولوجية والحضارة
اسم الكاتب: علي الجرباوي
دار النشر وعام النشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر (2021)
عدد الصفحات: 376