نزار قباني؛ قصائدُ مُغنَّاة (الجزء الأول)
اللغة العربية وآدابها >>>> علم العَروض وموسيقا الشِّعر
القصيدة الدمشقية
هذي دمشق. وهذي الكأسُ والراحُ
إني أحبُّ … وبعض الحبِّ ذباحُ
أنا الدمشقي. لو شرَّحتمُ جسدي
لسالَ منه.. عناقيدٌ، وتفاحُ ..
ما للعروبة تبدو مثل أرملةٍ
أليس في كتب التاريخ، أفراحُ؟
والشعر. ماذا سيبقى من أصالته؟
إذا تولَّاه نصَّابٌ.. ومدَّاح
وكيف نكتب والأقفالُ في فمنا
وكلُّ ثانية، يأتيك سفَّاح.. (3).
هوامشُ ..
على دفتر النَكْسَة
نُريدُ جيلاً غاضباً
نُريدُ جيلاً يَفْلَحُ الآفاقْ
وينكُشُ التاريخَ من جُذُورهِ
وينكُشُ الفكْرَ من الأعماقْ
نريدُ جيلاً قادماً مختلفَ الملامحْ
لا يغفرُ الأخطاءَ .. لا يُسامِحْ
لا ينحني .. لا يعرفُ النفاقْ ..
نريدُ جيلاً، رائداً، عملاقْ .. (1).
قصيدة القدس
بَكَيْتُ .. حتّى انتهتِ الدُمُوعْ
صلَّيْتُ .. حتى ذابتِ الشُمُوعْ
ركعتُ .. حتّى مَلَّني الرُكوعْ
سألتُ عن مُحَمَّدٍ..
فيكِ، وعن يَسُوعْ
يا قُدْسُ. يا مدينةً تفوحُ أنبياءْ
يا أقْصرَ الدُرُوب بين الأرض والسماءْ (1).
موَّالٌ بغداديّ
مُدِّي بساطيَ .. وامْلأي أكوابي
وانسي العتابَ، فقد نسيتُ عتابي
عَيْنَاكِ يا بغدادُ، منذُ طفولتي
شَمْسَانِ نائمتانِ في أهدابي
لا تُنْكري وجْهي .. فأنتِ حبيبتي
وورودُ مائدتي، وكأسُ شَرَابي
بغدادُ .. جئتُكِ كالسفينة مّتْعَباً
أُخْفي جراحاتي وراءَ ثيابي (1).
يا سِتَّ الدنيا يا بيروت
يا سِتَّ الدنيا يا بيروتْ …
مَنْ باعَ أساورَكِ المشغولةَ بالياقُوتْ؟
مَنْ صادرَ خاتَمَكِ السحريَّ،
وقصَّ ضفائرَكِ الذهبيَّهْ؟
من ذَبحَ الفَرحَ النائمَ في عينيكِ الخضراوينْ؟
من شَطّبَ وجهكِ بالسكّينِ،
وألقى ماءَ النار على شفتيكِ الرائعتينْ
من سمَّمَ ماءَ البحر، ورشَّ الحقدَ على الشُطْآنِ الورديَّهْ؟
ها نحنُ أتَيْنا .. معتذرينَ .. ومُعتَرفينْ
أنَّا أطلقنا النارَعليكِ بروحٍ قَبَليَّهْ ..
فقتلنا امرأةً .. كانتْ تُدعى (الحريَّهْ) … (1).
موَّالٌ دمشقيّ
لقد كَتَبْنَا .. وأرسَلْنَا المراسيلا
وقد بكَيْنَا .. وبلَّلنا المناديلا
قُلْ للذينَ بأرض الشام قد نَزَلُوا
قتيلُكُمْ لم يَزَلْ بالعشق مقْتُولا ..
يا شامُ. يا شامةََ الدُنيا، وَوَردتَها
يا مَنْ بحسنكِ أوجَعْتِ الأزاميلا (1).
أصبحَ عندي الآنَ بندقيه ..
طريق واحد
إلى فلسطينَ خذوني معكم
إلى ربىً حزينةٍ كوجهِ مجدليّه
إلى القبابِ الخضرِ .. والحجارةِ النبيّه
عشرونَ عاماً .. وأنا
أبحثُ عن بيتي الذي هناك
عن وطني المحاطِ بالأسلاك
أبحثُ عن طفولتي ..
وعن رفاق حارتي ..
عن كتبي.. عن صوري ..
عن كلِّ ركنٍ دافئٍ.. وكلِّ مزهريّه .. (2).
في مَدْخَل (الحمراءِ) .. كان لقاؤُنا
غرناطة
ما أطيبَ اللُّقْيَا بلا ميعادِ
عًيْنَانِ سوداوانِ .. في حَجَريْهِما
تتوالَدُ الأبعادُ من أبعادِ ..
هل أنتِ إسبانيةٌ؟ ساءلتُها
قالتْ: وفي غرناطةٍ ميلادي (1).
المصادر:
1. نزار قباني، الأعمال السياسية الكاملة لنزار قباني، منشورات نزار قباني، بيروت، الجزء 3، ص 95_161_517_523_569_577 _578.
2. نزار قباني، لا، ط 13، منشورات نزار قباني، بيروت، 1999، ص 30.
3. نزار قباني، الكبريت في يدي ودويلاتكم من ورق، ص108_110_111.