عجائب الدنيا السبع الحلقة الثانية : حدائق بابل المُعلّقة
العمارة والتشييد >>>> التصميم المعماري
تشير بعض الأبحاث إلى أنّ الحدائق تتوضع على سطح السقف الأخير للقصر الملكي، في حين أنه النظرية الشائعة والتي تعود لعالم الآثار البريطاني Leonard Woolley تنص على أن الحدائق بُنيت ضمن جدران القصر. ولم تكن الحدائق مُعلّقة بالمعنى الحرفي للكلمة وإنما تبدو كأنها مرتفعة في الهواء. وهي عبارة عن حدائق تُرّاسية مكشوفة مدرجة ضمن سلسلة من الزِقّورات ziggurat (أهرامات صغيرة مدرجة). كذلك فإن الوصف الذي تناول الحدائق على يد العديد من الكُتاب القدامى يذكر عدة تفاصيل دقيقة حول آلية الري المميزة التي كانت تتم عن طريق مضخات ترفع المياه إليها من نهر الفرات. أما المدرجات فقد كانت مرصوفة بالعديد من الشُرُفات الحجرية المتصلة ببعضها البعض بممرات رخامية ومبطّنة بعدة طبقات من القصب والقار والرصاص. مما لا يتيح المجال أمام تسرب مياه الري من خلال الترّاسات. كما أجمعت الكتابات على أن الحدائق احتوت مختلف أنواع الأشجار وبشكل خاص أشجار الفاكهة والتي يتم قِطاف ثمارها كما في البساتين التقليدية، إضافة إلى أشجار الزّينة والعديد من أنوع الزهور. والعديد من الممرات المُظللة.
مؤخراً أظهرت عدة دراسات لنصوص قديمة بأن النظريات الشّائعة التي تتبنى توضع الحدائق فوق الأسقف أو الزقورات المدرجة قد تكون مجرد مفاهيم خاطئة. فبدلاً عن ذلك ونتيجة للتناقضات العديدة بين الكتابات التاريخية حول الحدائق، وجد عديد من القرائن التي تؤكد أن الحدائق قد شُيّدت على يد الملك الاشوري سنحاريب (705/704–681 ق.م) في مدينة نينوى شمالي العراق. حيث تُرجّح هذه الأبحاث أن الحدائق صُمِمت على شكل شُرفات ضمن منحدر لتحاكي في تصميمها هيئة جبل طبيعي، تتم سقايته عبر نظام حديث لرفع المياه اكتشفه لاحقاً العالم ارخميدس Archimedes screw.
في النهاية إذا كانت حدائق بابل المعلقة اسطورة أو اعجوبة معمارية حقيقة فإن الوصف الساحر الذي تناوله المؤرخون لها ونظام رفع المياه العبقري الذي استخدم في ريها تجعلها تستحق بجدارة أن تكون على قائمة عجائب الدنيا السبع.
المصادر:
Tobin ، J. (2011). The Seven Wonders of the Ancient World. Recorded Books، LLC
هنا
حقوق الصورة:
©2011-2014 batkya