الروبوت الصديق
الهندسة والآليات >>>> الروبوتات
كان "جيبو" يجلس بجانب الدكتورة أثناء القيام بشرح بسيط لمنتجها في مدينة نيويورك. تقوم الدكتورة بالتكلم اليه قائلة: "هيا يا جيبو، تكلم وعرفهم عن نفسك،" لكن "جيبو" لم يجب. ألحت عليه الدكتورة مرة ثانية بالسؤال، واذ بـ "جيبو" تدب فيه الحياة بدورانه حول نفسه وتوقفه باتجاه المشاهدين وتعريفهم عن نفسه.
تقول الدكتورة ان "جيبو" سوف يكون مخصص كشريك أو حتى صديق في البيت، حيث سوف يكون عمله التعامل مع الناس بطريقة تعجز عنها باقي الأدوات الإلكترونية الذكية مثل الكومبيوترات أو الهواتف الذكية. في الواقع، "جيبو" لا يملك كما يتوقع البعض مستشعرات متطورة ومعالجات فائقة، انما تم العمل على بناء شخصيته العاطفية لكي تساعده على التعامل مع الناس على أساس انهم بشر!
حيث أضافت الدكتورة: "العواطف هي الموجة التالية من التحسينات التي سيقوم البشر بإضافتها إلى التكنولوجيا."
عنما يقوم الناس باقتناء "جيبو"، سوف يكون مزود بمجموعة مدمجة من التطبيقات (أو كما تقوم الدكتورة بوصفهم بمهارات!) التي سوف تساعده على التعايش والانغماس بالبيئة الجديدة التي سيوضع بها.
على سبيل المثال، سيكون الروبوت قادر على التقاط الصور لأفراد العائلة وتعقب وجوههم واختيار أنسب الوضعيات تماما كما يفعل المصورون، كما أنه سوف يعمل مثل مساعد لأفراد المنزل من خلال اما تذكيرهم بمواعيدهم القادمة، أو في تحسين علاقاتهم ببعضهم البعض! بالإضافة إلى ما سبق، سوف يكون "جيبو" بمثابة "حكواتي" داخل البيت، حيث سيقوم بإلقاء الحكايات بطريقة مليئة بالأصوات التفاعلية، الصور المتحركة، والحركات المعبرة.
مما يعني أنه سوف يقوم بالعمل على جلب محتويات القصة إلى الحياة و إشراك الأطفال فيها بطريقة ممتعة ومليئة بالفرح.
تقول الدكتورة: "أن الروبوتات القادمة سوف تكون مرتكزة على أساس لعب أدوارها بكل تشاركية، مرح، و تلقائية بعيدا عن كونها مجرد أداة نقوم بالطرق عليها كلما أردنا منها القيام بشيء" وتضيف قائلة "أن التركيز الآن يقوم على العمل على الابتكار في كيفية قيام الروبوتات بعمل شيء ما، ليس بالتركيز فقط النتيجة النهائية لهذا العمل."
الدكتورة على يقين بأن مبادرتها الجديدة لن تكون كافية أبدا في الكشف عن جميع الإمكانيات التي سوف يكون بمقدور "جيبو" القيام بها، و من أجل ذلك، سوف تقوم بالسماح للمطورين من الولوج إلى داخل البيئة البرمجية للروبوت مما يسمح لهم بإضفاء مزيد من المهارات و الإمكانيات لـ "جيبو" من خلال ابتكار المزيد من التطبيقات التي سوف يكون بإمكان المستخدمين تحميلها على غرار ما يقومون به في هواتفهم الذكية.
هذا سوف يكون أحد الأسباب التي سوف تدفع الدكتورة باتجاه طرح مشروعها على أساس "حملة تمويل جماعية" (حيث سوف يقوم الناس من خلال شرائهم للمنتج من القيام بنفس الوقت من تمويل المشروع). والروبوت سوف يكون متوفرا للطلب المسبق للناس بمبلغ 499 دولار أمريكي، وللمطورين بمبلغ 599 دولار أمريكي (حيث ستكون نسختهم مزودة بكامل البيئة البرمجية والتطويرية للروبوت).
تعقب الدكتورة على هذه الحملة التمويلية بأنها تريد بناء مجتمع لهذا الروبوت حيث تستطيع من خلاله إدماج الناس الذين يريدون شراء الروبوت من أجل منازلهم والذين يريدون اقتنائه من أجل عملية التطوير. حيث أن مبادرتها ما تزال في المراحل الأولى للتطوير، وأن هذا الاندماج سوف يكون مفيدا جدا لهم.
لكن لحد الآن، لا يزال الروبوت "جيبو" تحت التطوير، وكل العروض التي تم تنفيذها من "جيبو" كانت مبنية على بيانات مبرمجة من قبل، حيث لم يتم الحصول على أي تغيير في ردات الفعل من قبل "جيبو" كما كان مخططا له.
وتقول الدكتورة أنه لكي تحصل هناك ثورة فعلية في عالم الروبوتات الاجتماعية، لا بد من جعلها موجودة في متناول الجميع. سوف يتم الحصول على روبوتات تستطيع التعامل مع مختلف الناس وبديناميكية تفاعلات مختلفة (حيث أنه بفعل خوارزمياته التي تتيح له التعلم، سوف يقوم بتعلم طرق متعددة لإبداء أو القيام بفعل محدد، وهذا بفعل اختلاطه بأناس من ثقافات وعادات مختلفة)، بشكل مختلف تماما على ما قد تم الاعتماد على مشاهدته من الروبوتات المخصصة للتنظيف أو الخدمة.
بشكل عام، الروبوت "جيبو" سوف يحمل معالج من فئة ARM ويعمل على بيئة Linux. سيكون أيضا مزودا بكامرتين من أجل الرؤية وتحديد الأبعاد، ميكروفونات مع خاصية تحديد مصدر الصوت، حساسات للمس على كامل جسد الروبوت، وأيضا محركات من أجل توليد حركة سريعة وسلسة.
سيستخدم "جيبو" الوايرلس من أجل تأمين الاتصال مع مختلف الأجهزة. لكن في الحقيقة، ما ذكرناه لا يعتبر شيء مقارنة بالبرمجة الداخلية التي سوف تكون المسؤولة عن إعطاء الروبوت هذا الذكاء والتفاعلية، حيث أن بيئته الداخلية سوف تكون مفتوحة للمطورين من أجل إضافة "قدرات" جديدة ل "جيبو".
عندما تم اللقاء بالدكتورة، تم سؤالها عن التصميم الذي يتمتع به جيبو، حيث أنه مختلف تماما على ما تم التعود عليه. حيث أنه باختصار اجابتها، أجابت أن هذا الروبوت بما أنه مخصص للعمل الاجتماعي، لذلك، مهمته هو العمل على التواصل مع أفراد العائلة، حيث أنه يتواصل ليس فقط بالمشاعر والأحاسيس، بل أيضا بصورة مرئية ومحسوسة. ولكن هل سوف يحب الناس اقتناء هكذا نوع من الروبوتات؟
تجيب الدكتورة بأن نجاح "جيبو" متوقف سهولة تعامل الناس معه، حيث أنه إذا اضطر المستخدم إلى إعادة أوامره عدة مرات ليفهمها "جيبو"، أو حتى أن يفشل الروبوت في التعرف إليه، فذلك بالتأكيد يعتبر فشل للروبوت.
تضيف الدكتورة، أن نجاح "جيبو" يعتمد على الدمج المتكامل بين مقدرة الروبوت على الرؤية بحواسه الأخرى، حيث أن الدمج المتناسق سوف يقدم للمستخدم تجربة سحرية، وهذا بحد ذاته يشكل تحدي.
تابعوا معنا الفيديو التالي للعرض الذي قامت به الدكتورة في مدينة نيويورك
هنا
المصدر :
هنا
مصدر الصورة :
هنا