اكتشاف الوصفة الجينية السحرية التي تسمح بإعادة توليد الذيل المقطوع عند السحالي
البيولوجيا والتطوّر >>>> علم الجينات
وفي هذا الصدد أتم فريق من العلماء في جامعة أريزونا في الولايات المتحدة الأميركية التحليل الأول لكل جزيئات الـRNA التي تترجم الجينات إلى بروتينات خلال عملية إعادة توليد الذيل في أحد أنواع السحالي الخضراء المسماة Anolis carolinensis.
وقد جربوا هذه الوصفة الجينية المسؤولة عن عملية إعادة التوليد، ونشروا أبحاثهم مؤخراً في إحدى أحدث المجلات العلمية.
وقال كينرو كوسومي Kenro Kusumi مؤلف البحث في مؤتمر صحفي "لقد استطعنا فك لغز الجينات التي يحتاجها ذيل السحلية لينمو من جديد وذلك باستخدام أحدث التقنيات المتاحة في العالم".
ولحسن الحظ فإنّ 302 من الجينات ال326 التي يحتاجها ذيل السحلية ليجدد نفسه يوجد مايقابلها من الجينات في المادة الوراثية DNA للثديات.
وتقوم هذه الجينات بمهام مختلفة تتضمن التطور الجنيني والاستجابة للهرمونات وشفاء الجروح.
ومن المثير للاهتمام أنّ تفعيل الجينات عند السحالي يتم على كامل طول الذيل وليس في قمته فقط كما يكون الحال في أنواع أخرى قادرة على عملية إعادة التجديد مثل عظاءة السلمندر.
وتضيف إليزابيث هتشنز إحدى مؤلفي الدراسة أنّ إعادة توليد الذيل ليست عملية فورية، بل تحتاج السحلية لحوالي 60 يوماً حتى تعيد توليد ذيلها بشكل تام. حيث تشكل تركيبة معقدة من الخلايا التي تتحول إلى نسج كاملة في عدة مواقع من الذيل الجديد.
واستطاع العلماء أن يضعوا مخططاً يوميا لهذه العملية، فخلال العشرة أيام الأولى يشفى ذيل السحلية كما يشفى أي جرح آخر، حيث تتشكل الأوعية الجديدة وتقوم الخلايا الظهارية بسد الفتحات فوق منطقة اللحم المكشوفة.
في حين يبدأ الذيل بالنمو بين اليومين 10-15، وذلك ابتداءً من النسيج العصبي المشتق من النخاع الشوكي، ومن العضلات، والنسج التي تنقل السوائل.
وبحلول اليوم 20، تبدأ العضلات بالتموضع بثبات حول أنبوب غضروفي، والذي ينتهي بدوره بأن يقسو وينقسم ليشكل عظام الذيل.
وتعد هذه النتائج خطوة هامة أتمّها العلماء متأمّلين استخدام هذه القدرات عند السحلية لإيجاد خبارات علاجية عند الإنسان.
ويختم كوسومي بالقول: "إنّ تطبيق الوصفة الجينية المكتشفة لإعادة توليد الذيل عند السحالي قد تمكننا في يوم ما من إعادة إنتاج غضاريف وعضلات وحتى نخاع شوكي للاستخدام عند الإنسان."
المصدر:
هنا
هنا