بفضل الفيس بوك 4 أشخاص فقط بينك و بين ملكة بريطانيا أو أوبرا وينفري!
المعلوماتية >>>> عام
مُـنـذ أن أجرى ستانلي ميلغرام- عالم النّـفـس الاجتماعيّ الأمريكيّ- تجربته الشهيرة التي تـسـمى «عالم صغير»(1) في ستّـيـنـيّـات القرن العشرين، أصبحت فكرة أن معظم النـّـاس يوجد بينهم ست درجات من التباعد(2) مقبولة عمومًا.
إلا أنّ فريق البيانات من «فيس بوك» وجامعة ميلانو، قاموا بإجراءِ دراسةِ جديدةِ قَـيّـمـت العلاقات بين 721 مليون مستخدم نشط (أكثر من 10% من سكان العالم) على هذه الشبكة الاجتماعية، و وجدَتْ أنّ متوسط عدد درجات التباعد قد انخفض إلى أربعِ درجات.
وجـد هذا البحث الضّـخم الذي استغرق شهرًا لإجرائه، وحـلّـلَ 69 مليار اتصال عبر الموقع، أنّ 92٪ من مستخدمي «الفيس بوك» تفصلُ بينهم خمس قفزات أو أربع درجات من التباعد.
قال فريق بيانات «فيس بوك»:" باستخدامِ أحدث ما توصّـل إليه علمُ الخوارزميّـات، استطعنا تقريب عدد القفزات بين جميع أزواج مستخدمي «الفيس بوك»”.
"لقد وجدنا أنّـه من المبالغة وجود ست درجات من الانفصال بين المستخدمين العاديين، فبينما يرتبط 99.6 ٪ من أزواج المستخدمين بخمسِ درجاتٍ من التباعد(6 قفزات)، يرتبط 92 ٪ بأربع درجات (5 قفزات) فقط”.
أصبح «الفيس بوك» أكبر شبكة تواصلٍ اجتماعيّ في العالم، باحتوائِـه أكثر من 800 مليون عضو. ووجد الفريقُ أنّـه بـنـموّ الموقع وتمثـيـلِـه نسبة أكبر من سكان العالم أكثر من أي وقت مضى، فإنّ درجات التباعد قد انخفضت وتستمر بالانخفاض تدريجيـًا، حيث أنّه في عام 2008 كان متوسط المسافة بين الأفراد 5.28 درجة، بينما الآن وصلت إلى 4.74 درجة.
إنّ التواصل الذي جلبـتـه شبكات التواصل الاجتماعي تعني أنّ مستخدمًا في سيبيريا أو غابات بيرو المطيرة ربّما هو ليس أكثر من صديق لصديق لصديق لصديق لصديق!
و قال البروفيسور ريتشارد وايزمان- الطبيب النفسيّ في جامعة هيرتفوردشاير (Hertfordshire)- أنّ مواقع مثل «فيس بوك» و«تويتر» وفّـرت آليـّات سمحت للمزيد من الناس حول العالم أن يكونوا على تواصل بنفس الوقت.
وقال:“ أظُـنّ أن «الفيس بوك» و«تويتر» أعطت الناس أدواتٍ للتواصلِ مع الآخرين أكثر من أيّ وقت مضى. حيث أن هذه المواقع أدّت إلى تشكّل مجموعات من الناس ذوي الاهتمامات المماثلة، والذين قد لا يعرفون بعضهم البعض معرفة شخصيـّة. إنّها حالة مشابهة للفرق بين العيش في المدينة والريف. يمكن للناس العثور على بعضهم البعض بسهولة كبيرة مقارنة مع أي وقت مضى".
وحذّر «وايزمان» أنّه من الخطورة أن نـسـتَـنـتـجَ من هذه الدراسة أن الناس كَـوّنـوا صداقات حقيقيـّة أكثر بسبب الشبكات الاجتماعية "مع أنه يمكن للناس أن يكون لديهم «معارف» أكثر، إلا أنّـه لا يجب الخلط بينهم و بين الأصدقاء الحقيـقـيـيـن".
"أشك أن الخوارزميات التي اُستخدمت في هذه الدّراسة أخذت بعين الاعتبار عدد الأصدقاء الفعـليـيـن ضمن قائمة معارف مستخدم ما. كانت دراسة الست درجات من التبعد تدور حول الناس الذين يعرفون بعضهم و يقومون بتشكيل سلسلة، و هذا تخفيف للمصطلح".
كما وجدَ محلـلـو البيانات في «فيس بوك» عندما بحثوا في معارف الناس في البلد الواحد، أن درجات التباعد بينهم كانت ثلاث درجات فقط.
(1) في تجربة ميلغرام الشهيرة الأصلية، قام باختبار فكرة أن أيّ شخصين في العالم مفصولين بعدد صغير من الوصلات البسيطة. وعن طريق إرسال طرود إلى 160 شخص عشوائيًا، والطّـلب منهم إحالة الطرود إلى الصديق الذي يعتقد أن لديه أكبر فرصة للوصول إلى الشخص المحدّد النهائي، وجد أن الناس في الولايات المتحدة الأميريكية كانت تفصلهم 5.5 درجات بالمعدل.
وهذا أدى الى ظهور نظرية "ستة درجات من الانفصال" في الثقافة الشعبية.
(2): الدرجات الست من التباعد/ الانفصال (Six degrees of separation) هي نظريّة تقول بأن كل شخص وكل شيء هو على بعد ست خطوات أو أقل من أي شخص آخر في العالم، حسب هذا المفهوم يمكن الربط بين أيّ شخصين في العالم من خلال ستّـة أشخاص آخرين على الأكثر.
صوّر هذه النظرية بداية كارينثي فريغيس (3) وتمّ ترويجها من خلال مسرحية كان قد كتبها جون جويير.
(3): فريغيس كارينثي Frigyes Karinthy كان مؤلّف وكاتب مسرحي وشاعر وصحفي ومترجم وكان من المؤيدين الأوائل لمفهوم الستة درجات من التباعد، في قصته القصيرة عام 1929:سلاسل (Láncszemek).
مصدر الصورة : هنا