سلسلة أنتونيو غاودي (ج3): Casa Milà
العمارة والتشييد >>>> التصميم المعماري
شُيّد مبنى Casa Milà في عام 1912 لروزر سيغيمون Roser Segimon وبير ميلا Pere Milà، ويُقسم المبنى إلى تسعة مستويات مختلفة: القبو، الطابق الأرضي، الطابق الوسطي (الميزانين)، الطابق الرئيسي، وأربعة طوابق عليا بالإضافة إلى العليّة. استخدم الطابق الأرضي ككراج، والطابق الوسطي للدخول، والطابق الرئيسي لعائلة ميلا، أما الطوابق العليا فكانت معدّة للإيجار. يطوّق المبنى فناءان داخليان، يبدوان على شكل رقم ثمانية في المخطط، وعلى السطح هناك تراس النحت الشهير. تقريباً يُخدم كامل المبنى بفتحات سماوية، أدراج للطوارئ، المراوح والمداخن. ولكن كل وظيفة اتخذت صفة نحتية مستقلة جعلتها جزءاً من المبنى نفسه.
إنشائياً، يتكون المبنى من الهيكل والقشرة، ليس للواجهة الحجرية أيّ وظيفة إنشائية، لكن الجيزان المعدنية ذات الانحناء نفسه تحمل كامل وزن الواجهة وذلك عن طريق ربطها بالهيكل، مما سمح لغاودي بتصميم واجهة منحنية مستمرة من دون أي قيود إنشائية. ويمكّن الهيكل الذي يحمل السقف أيضاً من استخدام التكوينات العضوية حيث يتكون من 270 قوساً من الطوب بارتفاعات مختلفة، تشبه الفقرات، تشكل بدورها تضاريس متنوعة أعلى البناء.
تقسم الواجهة من حيث الشكل إلى ثلاثة أقسام: واجهة الشارع، وتمتد في الطابق الأرضي؛ الواجهة الرئيسية، وتشمل الطابق الرئيسي والطوابق العليا؛ وأخيراً واجهة السطح، وتضم العليّة وحديقة السطح. يمتاز منحني الواجهة الرئيسية المصنوع من كتل الحجر الجيري بالجودة العضوية من حيث النسيج والتأثير. تتوضع فوقه كتلة رشيقة تجثم عليها منحوتات سريالية تجسد الإنسان، يساهم وجودها في جمالية المبنى المفعمة بالحركة والحيوية.
ساهم هذا البناء المثير للجدل في إغناء حركة الفن الحديث والحداثة في اسبانيا. حيث تخلى غاودي عن الخطوط المستقيمة وأوحى بتقليد الطبيعة إلى حد كبير، عندما تعمد تصميم المبنى انطلاقاً من الأشكال الطبيعية والعضوية، كان غاودي مهندساً عبقرياً في الهيكل والشكل، وتشهد كازا ميلا على ذلك.
المصدر:
هنا
حقوق صورة الغلاف:
© Samuel Ludwig
حقوق الصور:
© Samuel Ludwig