سلسلة أنتونيو غاودي (ج5): Casa Batlló
العمارة والتشييد >>>> التصميم المعماري
وشمل أسلوبه كل معطيات الفن الحديث، حيث التحق بمدرسة من الفنانين الزخرفيين الفرنسيين كانت معروفة حوالي عام 1890 والتي اهتمت بدراسة تأثير الخط المنعرج للنباتات والطبيعة. وفي هذا المبنى الذي بني بين (1904 – 1906) اكتشف غاودي ميله الى الأشكال المتدفقة والأنماط والألوان التي استخدمها في تصميمه الذي خصص كمنزل لبارون القطن المشهور باتلو كنقطة تناقض مع المحيط الكلاسيكي الصارم.
وعرضت الواجهة الأمامية القوام الممشوق والألوان والتمثيل اللذي استخدم في استحضار أفكار من القصص الخيالية والأحلام، وكانت القطعة الأساسية والأكثر أهمية في هذه الواجهة القطعة المكونة لحدود الشرفات وإطار المدخل فتمثلت بتشكيل للجسد كمدخل يشبه العظام وحاجز كالحاجبين وعظم الترقوة كلغة لهذا الجسد بالإضافة إلى السقف المستوحى من شكل ظهر الزواحف.
تظهر التلة الحدباء الدراماتيكية في جانب هذا المبنى الذي اتخذ تكوين يشبه بشكله المقاتل المحصن بدروع، في حين عالج غاودي الجانب الأخر بشظايا الزجاج الأبيض المائل للبرتقالي ليعطي للمبنى معان متعددة غريبة. ويلاحظ أن معالجاته للمبنى والواجهات مستوحاة من العمود الفقري ودمجه مع العناصر الخضراء كدمج للونين الأزرق للعمود الفقري والأخضر للنباتات وهي اشكال عضوية بحتة ذات رمزية محددة بخطوط لأشكال متدفقة تدمج بين السطوح المكونة للواجهات ولأسقف بغطاء يشابه بدمجه بين جلد الزواحف والجسد البشري بتكوينه للهيكل العظمي.
وقد شابه هذا العمل بدراسته الليلية لتناوب النور والظل على الواجهات، من أجل إبراز تجسيد الهيكل العظمي وإبراز النسيج والملمس الذي عمد غاودي على دراسته مع جوزيف ماريا جيجول للمعالجات السطحية كزخرفة بالمقام الأول واستخدام الألوان بالمقام الثاني.
وكما هو متوقع دائما من أعمال غاودي باستخدامه للتصور الديني الذي يأخذ جزءا لا يتجزأ من أعماله فوزّع تمثيل شبه محسوس لتجسيد ديني في القسم الأعلى من المبنى بتفاصيله الصغيرة وعمل على جزئياته بقطع مدببة في جميع أنحاء الواجهات ليكون كتوقيع أو بصمة يقوم بختم تصاميمه بها.
أما في مجال التدفئة فقد اعتمد غاودي على التدفئة المركزية، وهذا النمط غير مألوف في برشلونة، فقد برزت جميع فتحات الهواء والمداخن كمجال آخر للإبداع والتصويرية وفرصة لإبراز إبداعه ومواهبه وإضافة رؤية تصميمية إلى مظهر وإنشاء كازا باتلو. وكان أحد أكثر الجوانب جذبا المداخن المنشأة على الزاوية 45 درجة قبل أن تصعد عامودية على السقف في النهاية.
وجسد غاودي نفسه بالتصميم الشامل اللذي وضعه روح الفنان والمصمم المؤمن بعمله، وبدا ذلك واضحا بشدة في التفاصيل المادية الداخلية والتي لا تختلف دقة وأهمية عن التفاصيل الخارجية في استمرار الجدران والحواف المتعرجة والتلاعب بالألوان والتفاوت بينها، الى جانب التلاعب بالمقاييس بشكل واضح.
إن الديكور الداخلي هو امتداد للشكل الخارجي للمبنى فالعمود الفقري المحور استخدم في التصميم الداخلي في الأدراج المتدفقة بحركات اللف والالتواء بالإضافة الى الزخرفة الخشبية للأبواب والإطارات الداخلية والفتحات والأسطح والشاشات التي استلهمت من مدرسة الفن الحديث اللتي اتخذها غاودي نمطا لتصميماته.
هذا المبنى هو أحد المباني المهمة والمشهورة في العالم التي تحمل بصمة غاودي التي لا تخفى على أحد .. ومجرد التفكير بأن هذا المبنى قائم منذ اكثر من 100 عام مذهل .. ما رأيك .. هل يستحق كل هذه الشهرة و كل هذا الاهتمام ؟؟؟
المصدر:
هنا
مصدر صورة الغلاف: هنا
حقوق الصور:
©Wikipedia