3 فترات قصيرة من المشي تلغي ضرر 3 ساعات من الجلوس!
الطب >>>> مقالات طبية
علينا جميعاً أنْ نعلم أنّ الجلوس لفتراتٍ طويلة قد يكون قاتلاً، حيث تظهر الأبحاث ارتياط الجلوس لفترات طويلة الوثيق مع ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم ومخاطر الإصابة بالبدانة والأمراض القلبية الوعائية، وهذا يعود جزئيّاً إلى كون الجلوس طويلاً يضعف قدرة عضلات جسمنا على التقلص مما يسبب ركود الدم في الطرفين السفليين وعدم عودته بشكل كافٍ إلى القلب، لتكون النتيجة أذيّةً كبيرة في بِطانة الشرايين والأوعية الدموية.
إلا أنًّ دراسةً حديثة ً في جامعة إنديانا في الولايات المتحدة أعطتنا بصيصاً من الأمل، حيث تظهر الدراسة أنًّ المشي البطيء لمدة 5 دقائق ثلاث مرات خلال فترة جلوسنا لثلاث ساعات متواصلة يُمكن أن يخفف من أذية الشرايين.
وللتحقق من صحة الفرضية قام الباحثون بتقسيم مجموعة الدراسة المكونة من 12 متطوعاً بديناً إلى قسمين، حيث اكتفت المجموعة الأولى بالجلوس لثلاث ساعاتٍ متواصلة دون حركة في حين كانت الأخرى تمارس المشي بين الفينة والأخرى لمدة خمس دقائق بسرعة 3،2 كم/ساعة، وذلك خلال الدقيقة 30،90،150 منذ بداية الجلسة (أي بعد نصف ساعة، وساعة ونصف، وساعتين ونصف من بدء الجلوس).
بعد ذلك قام الباحثون بتصوير الشريان الفخذي (وهو شريان ضخم يغذّي الطرف السفلي) باستخدام الأمواج فوق الصوتية للتحقق من أذية بطانة الشريان، حيث تبين أنّ قدرة الشرايين على التمدد لدى أفراد المجموعة الأولى التي اكتفت بالجلوس قد تراجعت إلى النصف وكذلك معدل تدفق الدم لديها، في حين لم تتأذَّ شرايين المجموعة الأخرى. وقد نُشرت النتائج في مجلة الطب والعلوم والرياضة.
صرّح مؤلف الدراسة سوراب توسر Saurabh Thosar وهو باحث في جامعة أوريغان للعلوم الطبية: "هناك الكثير من الأدلة النظرية والوبائية على وجود علاقة بين كثرة الجلوس والأمراض القلبية الوعائية، إلا أنًّ الأدلة العملية قليلةٌ جداً، وقد أظهرنا في دراستنا أنًّ كسر هذا السكون القاتل عن طريق المشي يخفف من أذية بطانة الأوعية ويحسن التروية الدموية."
ويضيف الباحث: "اعتاد البالغون في أمريكا على الجلوس لمدة لا تقل عن ثماني ساعات يومياً، وهم لا يعلمون أنًّ بطانة الشرايين تتأذى بشكل واضح بدءاً من الساعة الأولى، لذا من الجيد معرفة أنًّ الحركة الخفيفة قد تحمينا من خطر كهذا."
المصدر:
هنا
مصدر الصورة:
Sebastian Kaulitzki/Shutterstock