الخلايا السرطانية تتغلغل في جاراتها السليمة لنشر المرض
البيولوجيا والتطوّر >>>> بيولوجي
وجد الباحثون أن الخلايا السرطانية تستطيع تحويل الخلايا السليمة المجاورةلها إلى خلايا سرطانية أيضاُ، حيث تقوم العديد من الخلايا بما فيها السرطانية بنشر آلاف الحويصلات الغشائية الصغيرة أو الـ (1) exosomes والتي تحتوي على البروتينات والأحماض النووية RNA وDNA.
كان يعتقد سابقاً بأن هذه العملية هي بمثابة نظام لإدارة النفايات الخلويّة، لكن تبين أنها قد تسهل التواصل بين الخلايا، حيث تستطيع بعض هذه الحويصلات أن تندمج مع خلايا أخرى وتفرغ حمولتها فيهم!
وفي دراسة جديدة تمت على الخلايا السرطانية، وجد الباحثون بأن حويصلات الـexosomes الخاصة بسرطان الثدي عند البشر يمكن أن تسبب الأورام عند دمجها مع الخلايا الطبيعية وحقنها في الفئران.
نتائج هذا البحث ربما ستمهد الطريق لإيجاد معلّمات لمراقبة تطور السرطان، وقد تشير إلى أهداف جديدة يمكن علاجها. ويقول خالد النداوي، وهو باحث في مجال السرطان في جامعة McMaster في هاملتون، كندا:
"هذا اكتشاف مدهش، فقد كانت تعتبر هذه الحويصلات كعلب للقمامة، وهذا البحث الآن قد جعلنا أقرب لهدفنا في تسخير إمكانيات هذه الحويصلات الصغيرة".
حمولةٌ خطيرة:
أظهرت الدراسات السابقة أن الخلايا السرطانية تستطيع إفراز كمية أكبر من exosomes بالمقارنة مع الخلايا الطبيعية، ولذلك قرر عدد من الباحثين في مركز MD Anderson للسرطان أن يدرسوا اختلافات الـ exosomes بين نوعي الخلايا السرطانية والطبيعية. ووجد عند عزلها من الخلايا النامية في المخبر، بأنه على عكس exosomes الطبيعية، فإن تلك التي تأتي من الخلايا السرطانية تحتوي على لبنات البناء اللازمة لإنتاج قطع قصيرة من RNA تسمى microRNA والتي يمكنها إيقاف التعبير عن الجينات المستهدفة. حيث أن التعرض لحويصلات exosomes السرطانية يغير التعبير الجيني في الخلايا الطبيعية، ولذلك تسبب هذه الخلايا ظهور الأورام عند حقنها في الفئران.
أما الـexosomes من الخلايا الطبيعية لم تسبب أوراماً، لكن نمو الورم قد انخفض في الخلايا التي تعرضت للـexosomes السرطانية وبنفس الوقت تم فيها تعطيل الأجهزة الجزيئية المنتجة للـmicroRNA.
في تجربة، قام فريق البحث أيضاً بجمع حويصلات exosomes من دم 8 أفراد أصحاء و11 شخص يعانون من سرطان الثدي.
خمسة من أصل 11 عينة من مرضى السرطان تسببت بنمو الأورام عند دمجها مع الخلايا الطبيعية وحقنها في الفئران، بينما لم يحصل ذلك في أي عينة من عينات الأشخاص الأصحاء.
من غير الواضح إلى أي درجة يمكن للـ exosomes أن تتنقل داخل الجسم، لكن قدرة فريق البحث على عزلها من الدم يوحي بأنها تستطيع التنقل بحرية، وحتى لو كان تأثيرها موضعياً فقط، فما زال بإمكانها جعل الخلايا السرطانية المجاورة أكثر عدوانية، أو بإمكانها حتى تحويل الخلايا السلمية إلى خلايا سرطانية!
ولكن محاولة إبطاء السرطان عن طريق وقف الـexosomes هو مسألة صعبة، فتأثيرها على الخلايا الطبيعية ما يزال قليل الوضوح، كما أن بعض حويصلات exosomes الآتية من خلايا سليمة قد أظهرت احتوائها على بروتينات تمنع السرطان. ما يعني أن استخدام exosomes قد يصبح طريقة جديدة لكشف ورصد السرطان، حيث لوحظ أن exosomes أكثر وفرة وسهولة للعزل من تلك الخلايا السرطانية العائمة في الدم، والتي تم استخدامها أيضاُ لتعقب المرض.
الحاشية:
(1) exosomes: حويصلات غشائية صغيرة، تُطرَح من قِبل معظم أنواع الخلايا، ويعتقَد أنها تلعب دوراً هاماً في عملية الاتصال بين الخلايا.
المصدر: هنا
مصدر الحاشية: هنا
مصدر الصورة: هنا