تسلا وشجرة الميلاد
الهندسة والآليات >>>> التكنولوجيا
قام الطبيب بيتر تيرين بالتقاط صور مميزة لشجرة عيد ميلاد التي صنعها بالاعتماد على أفكار تسلا وتجاربه، وبالتحديد وشائع تسلا. ومن المعروف أن وشائع تسلا تعد أشهر اختراعاته على الاطلاق. تعتمد هذه الوشائع ذات النواة الهوائية في عملها على تحويل التيار المتناوب إلى عدة كيلوفولطات باستخدام محول ودارة قيادة حتى يتم الوصول الى التوتر العالي المطلوب. ومن الممكن الحصول على توتر خرج بحدود 1،000،000 فولت يتم تفريغه على شكل أقواس كهربائية (تسلا حصل في تجربته على 100،000،000 فولت!). تعتبر وشائع تسلا فريدة من نوعها فبإمكانها أن تسبب حقول كهربائية شديدة للغاية. حتى أن الوشائع الكبيرة لها القدرة على تزويد أضواء الفلوريسانت المحيطة (إلى بعد حوالي 50 قدم) بالكهرباء بشكل لاسلكي، بمعنى أن الحقل الكهربائي سيعبر خلال أنبوب الفلوريسانت مما سيسبب توهجه.
بالعودة إلى عمل الطبيب ومهوس الفيزياء بيتر تيرين، فقد قام بيتر بصنع نموذج أولي باستخدام أعمدة معدنية على شكل شجرة بالقرب من وشيعة تسلا، وبالتالي قام باستغلال أثر تفريغ الشحنات والأقواس الكهربائية "لإنارة الشجرة" وتلوينها.
وفي نماذجه اللاحقة قام بصنع شجرته بطول حوالي 9 أمتار باستخدام معدات بسيطة مكونة من منصة دوارة متصلة بوشيعة تسلا. كما قام بربط صنارة صيد سمك مزودة بثقالة صيد بالمنصة الدوارة. مبدأ العمل ببساطة أن الحقل الكهربائي سينتقل من الوشيعة إلى الصنارة وثقالتها المعدنية، وباعتبار أن الصنارة مركبة على منصة دوارة فالحركة الدورانية للصنارة سيجعل الحقل الكهربائي يبدو بشكل مخروطي وهو أشبه ما يكون بشكل شجرة الميلاد. أما من أجل تلوين الشجرة فكل ما كان على بيتير هو استخدام خبرته في الفيزياء والتصوير لالتقاط صور عبر مرشحات ترددية (فلاتر) مختلفة، حيث ستلتقط أطياف مختلفة للضوء.
قام بيتر بعدة تجارب بين العامين 2007 و 2009، قام خلالها بتحسين شجرته الميلادية إما بتغير المرشحات اللونية المستخدمة أو تغير زمن الالتقاط. وفي أحد تجاربه أراد إضافة نجمة لرأس شجرته الميلادية، فقام بتعليق نجمة مكونة من أضواء فلوريسانت. وطبعا كما كان متوقعا، أدى الحقل الكهربائي المتشكل من وشيعة تسلا بإضاءة النجمة. ولمن يتساءل عن كيفية التقاط الصور دون تأذي الكاميرا من الحقول الناتجة عن وشيعة تسلا، فقد قام بيتر بعزل الكاميرا بإدخالها ضمن قفص فاراداي صغير.
أما في عام 2010 فقد قام بيتر بتصميم دراجة تحمل شجرة الميلاد تضاء بوساطة 18 ثنائي باعث للضوء LEDs. ولكل ثنائي مستخدم استطاعة 100 واط، وإجمالي 100،000 لومين من الإضاءة. أي أنه حسابيا يمكن لإضاءة هذه الدارجة أن ترى من محطة الفضاء الدولية! طبعا تحوي هذه الدارجة عدة وحدات متممة كالبطاريات، وحدة تحكم الكترونية ومراوح للتبريد.
من تجربة بيتر نرى أن الهندسة ليست حكرا على أحد، فقد قام طبيب بالقيام بتجارب والحصول على نتائج هندسية رائعة. لكن كونوا دائما حذرين عند التعامل مع الكهرباء. شاركونا أفكاركم وتجاربكم المماثلة.
المصادر:
هنا
هنا
هنا