من اليابان إلى مصر... رحلة التوك توك حول العالم
الهندسة والآليات >>>> المركبات والآليات
يعود التوك توك في أصله إلى اليابان التي كانت اول من ابتكر هذا التصميم و نقله إلى تايلاند في ثلاثينيات القرن الماضي وانتشر هناك ويرجح الاسم على أنه الصوت الصادر من المحرك.
ويعود الفضل الى الانتشار الواسع له لاحقا إلى الشركات الهندية التي قامت بتصنيعه في الستينيات وانتقل منها إلى دول شرق اسيا ولاحقا إلى مناطق مختلفة في العالم.
تصميم التوك توك:
عربة ذات ثلاث عجلات وغطاء بلاستيكي يكون مفتوح غالبا، تتألف من محرك بنزين ذو سلندر واحد غالبا ( محرك دراجة نارية )، نظام التوجيه بسيط مشابه لنظام الدراجة النارية، كما أن نظام التعليق بدائي أيضا مشابه لدراجات الفيسبا ويتألف من صندوق سرعات بسيط يتميز عن الدراجة بأنه يحوي على غيار عكسي يسمح بالرجوع إلى الخلف. يبلغ طول التوك توك بين 2.5 إلى 3 امتار أما العرض فهو يقارب 90 سم في المقدمة ويصل إلى 1.4 متر في الجزء الخلفي.
الأمان في التوك توك:
يعتبر التوك توك من وسائل النقل غير اللآمنة حسب القوانين الموجودة في أغلب الدول، فعدم وجود أبواب وأحزمة أمان إضافة الى هيكله الخارجي الهش وعدم إتزانه يجعله أحد وسائل النقل الخطرة جداً، ولكن في السنوات الأخيرة تم تلافي هذه المشاكل من قبل الشركات الكبيرة ليكون بإمكان التوك توك الدخول الى أوروبا والعمل وفق القوانين.
التوك توك في مصر:
منذ ما يقارب العشرة سنوات ومع الازمة المتصاعدة في المناطق الريفية والشعبية في مصر وصعوبة التنقل كانت الخطوة الأولى من قبل بعض رجال الأعمال الذين قاموا باستيراد التوك توك من تايلاند والهند وادخاله كخطوة أولى إلى القرى الصغيرة فبدأ منها ومع حركته السهلة وعدم الحاجة إلى الطرق الممهدة أو الشوارع الواسعة انتشر بسرعة البرق ليصل إلى المدن في أحيائها العشوائية والشعبية، وبين مؤيد له ورافض أصبح التوك توك يشكل شريان اقتصادي كبير يغذي العائلات الفقيرة فتجاوز عدده المليون توك توك وبين سائق للتوك توك وميكانيكي بعمل بصيانته ومعامل بسيطة تقوم بتجميعه فإنه كان من الواضح أنه أصبح جزءا لايتجزئ من الحياة اليومية.
ولكن هذه المسيرة والانتشار الكبير للتوك توك لم يكن سهلاً فقد عانى من المشاكل الدائمة انطلاقا من فكرة أن التوك توك ليس له ترخيص حاليا في مصر فإن الحكومة تقوم كل فترة بحملة لمكافحته والحد من انتشاره، ومن الجانب الآخر فإن النظرة الشعبية له تتراوح بين كونه أمر واقع وبين ضرورة التخلص منه فإن الطرفين يجمعان على فكرة أن الترخيص و تنظيم عمله يعد الفكرة الأكثر منطقية كونه سيساهم بالحد من المشاكل التي تتعلق بقيادته من الصغار أو الأشخاص غير الكفوءين، إضافة إلى أن ذلك سيساهم بفتح معامل لتصنيعه بدلا من عملية الاستيراد المكلفة التي تحدث حالياً.
و من الجانب الآخر تأتي وجهة نظر الحكومة من منطلق كمية المشاكل الكبيرة المصاحبة لعمل التوك توك فكما وصفت التقارير بأنه أصبح للتوك توك استخدامات خطيرة تجاوزت النقل، فمع انعدام وجود اللوحة التعريفية به والمناطق العشوائية التي ينتشر بها فإنه أصبح وسيلة سهلة لتجار المخدرات وعمليات السرقة وحتى استخدامه للاعتداء الجنسي.
من وجهة نظر اقتصادية فإن سعر التوك توك الذي يتراوح بين 1500 ل 2000 دولار يضاف لها الضريبة فإن سعره في السوق المصري يقارب الـ 20 ألف جنيه و بالمقابل فإن الدخل الشهري المتوسط الذي يؤمنه التوك توك يقارب الـ 2-3 ألف جنيه مما يشكل دخلاً شهرياً جيداً للعائلات الفقيرة.
وفي آخر تطور في ما يخص الوضع القانوني له فإن الحكومة المصرية قامت في الأشهر الماضية بإصدار قرار بمنع استيراده وذلك في خطوة مبدئية جديدة للحد من استخدامه وعللت القرار بتزايد المشكلات الناجمة عن استخدامه بطرق غير شرعية.
التوك توك في حياة المصريين:
تجاوز التوك توك مجرد كونه وسيلة نقل فأصبح جزء من الكوميديا والحياة اليومية فمن جانب كان الإهتمام بالعبارات الغريبة والمضحكة التي تكتب على التوك توك، ومن جانب آخر تم استخدامه في الأفلام وحتى برامج الكوميديا، ومؤخرا ظهرت قناة مصرية على القمر الصناعي نايلسات تحمل الاسم "توك توك".
وأخيرا نسأل القراء ...ماهي أطرف جملة قرأتها على توك توك؟؟
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
مصادر الصور:
هنا
هنا
هنا