الإبحار في الجليد إجراءات السلامة
الهندسة والآليات >>>> الادارة الهندسية
إن عمليّة محاصرة الجليد للسفينة يمكن أن تؤدّي إلى حالات خطرة بحيث تكون السفينة غير قادرة على استخدام معدّات الدفع أو التوجيه، وتترك بالكامل تحت رحمة الرياح العاصفة والطقس والجليد. وإذا ازداد الوضع سوءاً بشكل أكبر يمكن أن تُجرف السّفينة بفعل الرياح إلى المناطق الضّحلة قليلة العمق، أو المناطق ذات الجليد السّميك، أو الجبال الجليديّة الكُبرى. وكلّما ثخنت طبقة الجليد المحيطة بالسّفينة، فإنّها تقوم بزيادة الضغط عليها وبخاصة على البدن الخارجي مما يجعله "مقروضاً" : عندما تجد السفينة نفسها في حالة يكون فيها الجليد ضاغطاً على جانبيها بقوّة فيُقال أن الجليد قد قام بقرضها.
الملاحة في الجليد أصبح موضوعاً هاماً لكلّ من ربابنة السفن والوكالات التوجيهيّة للطقس، ولتحرير السّفينة وإبعادها عن أن تحاصر في الجليد لا بدّ من الانتباه إلى الأمور التالية :
- الصبر: الظروف الصّعبة دائماً ما تختبر قدرة البحّارة على الصّبر وضبط النّفس عن القيام بحركات مراوغة. في بعض الحالات قد يضطرّ البحّارة إلى الانتظار بضعة أيّام لتتحسّن الظروف الجويّة، وهذا يساعد السّفينة على توفير الوقود بدلاً من التحرّك بشكل غير مفيد، وتوفير المزيد من الوقت للقيام ببعض الإصلاحات الواجب تنفيذها مسبقاً. ومع ذلك، فإنّه أمر خطير للغاية بالنسبة للسفينة أن تقترب من جبل جليدي حتّى ولو كان يبدو مستقراً، في مثل هذه الحالة يجب أن تستمرّ السّفينة في مواصلة التحرّك ببطء، وحركتها ينبغي أن تكون مع حركة الجليد وليس بعكسها. ويمكن أن تستمرّ هذه العمليّة لوقت طويل مع أو بدون وجود كاسحة جليد قريبة، سوف يكون أفضل حليف للبحّارة التحلّي بالصبر" حتّى تتحسّن الظروف الجويّة.
- اتّزان (استقرار) السّفينة: البُنية العُلوية للجليد تشكّل مصدر قلق كبير يهدّد اتّزان السفينة، حيث أن الجليد يتجمع دائماً على الجانب المواجه للرّياح أكثر من الجانب الآخر، وهذا يقود السّفينة إلى الانحراف باستمرار على جانب واحد وعلى سطح زاوية الغمر بالنّسبة للسّفينة المشحونة.
- يجب أن تكون نقطة الدّخول في الجليد مناسبة، ويتطلّب هذا الصّبر أيضاً عندما تكون الظّروف غير مواتية للدخول في الجليد، عند الدخول في الجليد يجب العمل على المحافظة على المضي بثبات ولكن ببطء.
- من المستحسن تجنّب المرور عبر الحزم الجليديّة تحت الضغط. العملية يجب أن تتم في الاتّجاه العام، بدلاً من الاتّجاه المقصود، ولدعم السفينة أثناء مرورها في حزمة جليديّة ينبغي أن تكون الدّفة في منتصف السفينة.
- معدّات الدفع يمكن أن تبقى لتقوم بدفعات قصيرة، ومع ذلك.. عندما تعلق سفينة بسرعة وتكون هناك محاولات ذاتيّة لتحريرها بواسطة إعطاء سرعة قصوى للمحرّك في مؤخّرة السفينة، ويمكن أن ينجز هذا أيضاً بنقل مياه الصابورة في الخزّانات أو بالتناوب إلى الأمام والخلف، ولكن يجب الحذر في هذه العملية بشكل كبير لأنّها قد تؤدّي إلى عملية كسر السفينة !
- الملاذ الأخير قد يكون باستخدام متفجّرات يمكن وضعها عبر ثقوب أعلى الجليد عمقها حوالي 10 – 12 متراً وتفجيرها بينما تشقّ السفينة طريقها للأمام.
- معلومات الجليد والتوقّعات الخاصة به يمكن إيجادها والحصول على العديد من التعليمات من دوريّات الجليد الدوليّة والّتي تنتشر بكثرة في المناطق الجليدية.
- عندما تقوم كاسحة الجليد بمساعدة سفينة ما، إنّه من الضروري على طاقم الأخيرة أن يكون على دراية كاملة بالإشارات والعلامات بين كاسحة الجليد وسفينتهم، والمسافة بين السّفن يجب أن تبقى ثابتة قدر الإمكان.
- ينبغي الحفاظ على الاتّصالات الهاتفيّة المستمرّة على تردّدات RT على جميع السّفن مع خفر السواحل، أو مقدّمي الخدمات الآخرين.
الملاحة الجليديّة تختلف بشكل كبير عن الملاحة السّاحلية أو الملاحة عبر المياه المزدحمة وممرّات الأنهار. لجنة المنظمة البحرية الدوليّة لتصميم وبناء السّفن صاغت الفصل الرابع عشر من "سولاس" (سلامة الأرواح في البحر) ويؤكّد هذا الفصل على تدابير السّلامة للسّفن الّتي تعمل في المياه القطبيّة. كما تمّ وضعه كمشروع قانون سيكون إلزامياً بموجب "سولاس". ويهدف القانون القطبي إلى تغطية مجموعة كاملة من التصاميم، البناء، المعدّات، التدريب العملي، البحث والانقاذ، ومسائل حماية البيئة المتعلّقة بالسّفن التي تعمل في المناطق القطبيّة.
ويتمّ العمل الآن على إصدار شهادات خاصة للسفن العاملة في المناطق القطبيّة وفقاً للقانون وبالعودة للجنة الملاحة والاتّصالات والبحث والانقاذ التابعة للمنظمة البحرية الدولية، وبالتّالي إضفاء الصفة القانونية على تشغيل وإدارة السفن العاملة في الجليد، وذلك بالتأكيد سيساعد على سلامة وأمان الشحن، مع العمل على وضع أفضل الأساليب والتجهيزات والتدريب للوصول إلى عمليّات شحن آمنة وصديقة للبيئة.
المصدر: هنا
مصدر الصورة: هنا